السبت، 30 مارس 2013

الأستاذ محمد علي حسن: الأدلة على نفي مهدوية الكاطع ... قراءة في الزيارة الجامعة الشريفة

بسم الله الرحمن الرحيماللهم صل على محمد وآل محمد. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد بن عبد الله وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى يوم الدين.

في بحث آية الله الشيخ المحقق محمد السند حول المهديين الإثنى عشر، أقر نتيجة في البحث هي أن المراد بالمهديين في الروايات هم الأئمة عليهم السلام في مقام الرجعة، ففي الرجعة تكون دولة الأئمة عليهم السلام، وعلى هذا فيكون المهديون هم نفسهم الأئمة الإثنى عشر من آل محمد عليهم السلام وهم أصحاب هذه الدولة في زمن الرجعة.وهذا ما صرَّح به أئمة آل محمد عليهم السلام، ففي الزيارة الجامعة الكبيرة قد وردت فقرات عظيمة جليلة ناطقة بهذا المعنى، وقد اخترت استخراج هذه المعاني من هذه الزيارة لصحة سندها فتكون حجةً في المقام.. ولعلو شأنها وإجماع الطائفة على صحتها والاعتقاد بمضامينها الشريفة. ويتضح المراد في هذه النقاط :


النقطة الأولى
: لا يخفى على القراء لهذه الزيارة أن الخطاب في هذه الزيارة الشريفة موجه لأئمة أهل البيت عليهم السلام، وذلك لقول الراوي للإمام (ع):
( علمني يا ابن رسول الله قولا أقوله بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم ) فالخطاب لا يختص بإمام معين وإنما بعموم الأئمة عليهم السلام .


النقطة الثانية : ورد في الزيارة الشريفة عن الإمام علي الهادي عليه السلام : ( .. وأشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون المعصومون المكرمون المقربون المتقون الصادقون المصطفون المطيعون لله القوامون بأمره العاملون بإرادته.. ).
فهذه إشارة إلى أن مقصد المعصومين (ع) من المهديين أنهم هم الأئمة عليهم السلام أنفسهم لا غيرهم، وقد تكرر هذا الوصف لهم في أكثر من موطن ونذكر طائفة من الروايات التي تنص على هذا المعنى :1- عن الرسول الأكرم (ص) في خطبة غدير خم : ( معاشر الناس ، إن علياً مني وأنا من علي ، خلق من طينتي ، وهو إمام الخلق بعدي ، يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي ، وهو أمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين ، وخير الوصيين ، وزوج سيدة نساء العالمين ، وأبو الأئمة المهديين)
( أمالي الصدوق، ص 188 ).
2- عن أمير المؤمنين (ع) في حواره مع اليهودي : (لهذه الأمة اثنا عشر إماماً مهدياً كلهم هادٍ مهدي لا يضرهم خذلان من خذلهم ، وموضع محمد ( صلى الله عليه وآله ) في أفضل منازل جنة عدن وأقربها من الله وأشرفها ، وأما الذي مع في منزلته فالاثنى عشر الأئمة المهديين ) ( الغيبة للنعماني، ص 99 ).3- في دعاء الندبة، يُقال للإمام صاحب الزمان (عـج) : ( يا ابن الهداة المهديين، يا ابن الخيرة المهذبين، يا ابن الغطارفة الأنجبين).4- وفي دعاء للإمام السجاد عليه السلام يوم عرفة : ( فها أنا ذا عبدك مستجير بكرم وجهك وعز جلالك ، ومتوجها إليك ، ومتوسلاً إليك ، ومتقرباً إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وآله أحب خلقك إليك وأكرمهم لديك ، وأولاهم بك ، وأطواعهم لك ، وأعظمهم منك منزلة ، وعندك مكانا ، وبعترته صلى الله عليهم الهداة المهديين ، الذين افترضت طاعتهم ، وأمرت بمودتهم ، وجعلتهم ولاة الأمر بعد نبيك ). ( إقبال الأعمال، ج2، ص 107 ).وغير ذلك من المصادر المروية في كتب الإمامية أنار الله برهانهم، .. فما قدر هؤلاء المهديين؟! وما دورهم وما منزلتهم ؟! يتضح هذا للقارئ عند إكمال وصفهم في الزيارة كما سيأتي.

النقطة الثالثة : أنه لا دولة قائمة لآل محمد عليهم السلام إلا في زمان الرجعة، في عهد الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، ولا شك أن المهديين هؤلاء هم أصحاب هذه الدولة، وفي الزيارة الشريفة : ( .. ، معترف بكم، مؤمن بإيابكم، مصدق برجعتكم، منتظر لأمركم مرتقب لدولتكم .. ). فالمهديون هم الراجعون إذ أقرَّ أولاً برجوعهم..، ثم ذكر ثانياً أنهم أصحاب تلك الدولة لأنه عبَّر بقوله ( دولتكم)، وفي السياق لطيفة مهمة وهي أنه قرن بين رجعة المهديين وقيام الدولة المهدوية الكبرى، وهذا من أبلغ التصريحات في كون المهديين الراجعين أصحاب تلك الدولة هم الأئمة الاثنى عشر صلوات الله عليهم أجمعين.ثم نأتي ونحن نقرأ هذه الزيارة الشريفة لندفع إشكالاً شيطانياً آخر وهو ما يشيعه البعض أن قيام الحق في الدولة ليس على يد الإمام المهدي عليه السلام وأنه ليس هو الذي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً بل المهديين ( أبنائه )، كما لمَّح لذلك الضال المضل ناظم العقيلي في كتابه ( رسالة في رواية الأصبغ، ص 43 ).
والزيارة الشريفة تأبى هذا التقول الكاذب على الله والمعصومين عليهم السلام.
ففي فقرة أخرى منها يقول الإمام الهادي عليه السلام : ( ونصرتي لكم مُعدَّة حتى يُحيي الله تعالى دينه بكم، ويردكم في أيامه ويظهركم لعدله ويمكنكم في أرضه ، فمعكم معكم لا مع عدوكم).
فيظهر لدينا أن ( إحياء الدين ) و ( إظهار العدل ) هو من أفعال المعصومين عليهم السلام في دولتهم الكبرى وليس من فعل غيرهم، واللام في قوله ( ويظهركم لعدله ) هي لام العلة فيكون إظهار الأئمة المهديين عليهم السلام لإقامة العدل في دولة صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف. وهذا المعنى مستفاد في فقرة أخرى مثل قوله : ( .. وجعلني من خيار مواليكم التابعين لما دعوتم إليه وجعلني ممن يقتص آثاركم ويسلك سبيلكم ويهتدي بهداكم ويحشر في زمرتكم ويكر في رجعتكم ويملك في دولتكم .. ).وهذه النصوص كلها تدفع إشكالهم في أن المهديين مغايرين للأئمة عليهم السلام، وأن من يبني الدولة هم المهديين أبناء الحجة ابن الحسن عليه السلام، بل الثابت هو العكس. وما قاله الضالون أن امتلاء الأرض عدلاً بعدما ظلمت جوراً إنما هو على يد المهديين من أبناء المهدي (عـج)، وعليه تكون هذه الصفة منسوبة إليه مجازاً هو من الباطل والزيف، والنصوص الشريفة في الزيارة تنفي هذه الأكاذيب نفياً قاطعاً فقوله ( يحيي بكم دينه ) تعني أن الإحياء يتم على يديهم، وقوله أيضاً : ( ويظهركم لعدله ) أي أن هؤلاء الأئمة المهديين (ع) يظهرون بأمر الله لإقامة العدل فقدَّم ظهورهم ثم عطف عليه بزوغ فجر عدله عزوجل بهم، فالعدل يقوم بهم والدين يحيا بهم لا كما يدعي أتباع الضلال. فتكون الصفات التي تتعلق بالأئمة الاثنى عشر عليهم السلام في الزيارة الجامعة هي أنهم هم :
( المهديون ) الذين ( يكرون في الرجعة ) لـ ( يُظهر الله بهم العدل ) فـ ( يظهرون العدل) و( يحيون الدين ) وليس غيرهم أبداً ..


والحمد لله رب العالمين.

نسألكم الدعاء ،،

المصدر:
http://hajrrona.dyndns.org/hajrvb/showthread.php?t=403024779

الأستاذ محمد علي حسن : جهل أحمد إسماعيل الكاطع في إدعاء المعجز و جهله بالإجماع و اللغة العربية

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هذه مشاركة من أستاذنا محمد علي حسن - من شبكة هجر الثقافية - و قد رد فيها على بعض جهالات المدعو اليماني "المعصوم" , و رأينا أن ننقلها هنا للفائدة بعد أن تبرع - حفظه الله و رعاه - للمدونة ببعض مجهوده المبارك في الذب عن عقائد أهل البيت عليهم السلام ..

====
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيد الخلق والمرسلين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى يوم الدين.

هذه الورقة الأولى ضمن ورقات البحث لبيان جهل وتخلف مدعي العصمة والوصية أحمد إسماعيل وبطلان دعوته، وفي هذا الموضوع نبدأ ببيان جهله لمفهوم المعجزة وما يتبع ذلك .قال أحمد إسماعيل في بيانٍ له حول معجزة له وهي تبيين موضع قبر السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام : ( وأول معجزة أظهرها للمسلمين وللناس أجمعين هو أني أعرف موضع قبر فاطمة (ع) بضعة محمد (ع) وجميع المسلمين مجمعين على أن قبر فاطمة (ع) مغيب لا يعلم موضعه إلا الإمام المهدي (ع) وهو أخبرني بموضع قبر أمي فاطمة (ع) بجانب قبر الأمام الحسن (ع) وملاصق له .. إلخ ). ا.هـ
http://vb.al-mehdyoon.org/showthread.php?t=2222

كما ذكرها أحد أتباعه ( عبد الرازق الديراوي ) في كتابه المضحك والسطحي ( في القطيف ضجة، ج2، ص 238 ) . وهذا كلامٌ لا يصدرُ إلا عن جاهلٍ مسلوب البصيرة، لا يفقه في العلم شيئاً، وسيتضح كلامنا بذكرنا الأدلة على هذه المقولة بالنقاط الآتية :
النقطة الأولى : في بيان تعريف المعجزة.النقطة الثانية : جهل أحمد إسماعيل بالإجماع وحقيقته!
النقطة الثالثة : جهلٌ في اللغة العربية.
 
النقطة الأولى : في بيان تعريف المعجزة.
إن المعجزة هي الإتيان بالشيء الخارق للعادة مع عجز الآخرين عن الإتيان بمثله، وهي تُصحب بالإدعاء المقترن بالتحدي. فلا بد أن يأتي مدعي النبوة أو الإمامة بالمعجز الذي لا يقدر الآخرون على صنع نظيره أو القيام به.
قال الشيخ المفيد رضوان الله عليه :
(فإن قيل : ما حد المعجز ؟
فالجواب : المعجز هو الأمر الخارق للعادة المطابق للدعوى المقرون بالتحدي المتعذر على الخلق الإتيان بمثله ) ( النكت الاعتقادية، ص 35 ).
وقال الرئيس ابن سينا :
(فواجب إذن أن يوجد نبي وواجب أن يكون إنساناً وواجب أن تكون له خصوصية ليست لسائر الناس حتى يستشعر الناس فيه أمراً لا يوجد لهم فيتميز به منهم فتكون له المعجزات التي أخبرنا بها ) ( الشفاء، ج 2، ص 442 ).
وقال آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي قدس سره :
(
وهو في الاصطلاح أن يأتي المدعي لمنصب من المناصب الإلهية بما يخرق نواميس الطبيعة ويعجز عنه غيره شاهدا على صدق دعواه . وإنما يكون المعجز شاهداً على صدق ذلك المدعي إذا أمكن أن يكون صادقاً في تلك الدعوى).( البيان في تفسير القرآن، ص 33 ) .
وقال آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي قدس سره :
(
الفرق بين المعجزة والكرامة : إن المعجزة هي خرق العادة الذي يقترن بدعوى النبوة ، ويأتي بها النبي لإثبات نبوته .. إلخ ). ( الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية، ص 201 ).

وقال الشيخ محمد جواد البلاغي النجفي : ( المعجز هو الذي يأتي به مدّعي النبوّة بعناية اللَّه الخاصة خارقاً للعادة وخارجاً عن حدود القدرة البشرية وقوانين العلم والتعلم ليكون بذلك دليلاً على صدق النبي وحجته في دعواه النبوة ودعوته ) ( آلاء الرحمن في تفسير القرآن، ج1، ص3 ).
وهذا ديدن العلماء في تعريف المعجزة وصفاتها ، وعلى هذا فإن دعوى هذا الرجل تفتقر إلى تلك الشروط .وإنه يمكن لأي إنسان ضال صاحب دعوة ضلال أن يدعي معرفة مكان قبر السيدة الزهراء عليها السلام وأن الله أخبره بذلك ..، مضافاً إلى ذلك فإن من قيود المعجزة استشعار الناس بأن صانع المعجزة متميز عنهم، فكيف تميز عنهم هذا المدعي بإدعاء دعوى لا نعرف مدى صحتها، فالمعجزة هي خرق لنواميس الطبيعة، فهل مجرد ادعاء معرفة قبر الزهراء عليها السلام دون إمكان التثبت من ذلك هو خرق لهذه النواميس ؟!
وإن قيل أن دليل صدقه في هذا الإخبار هو إمامته واتصاله بالإمام المهدي عليه السلام، فهذا يستلزم الدور؛ لأن تصديقه في هذا الإخبار أصبح متوقفاً على ثبوت إمامته، وثبوت إمامته متوقف على صدقه في هذا القول !
وعلى فرض أنه أتى بالمعجز -وهو لم يفعل ذلك- فإن أثر المعجزة لا وزن له في المعادلة إذا ما عارض العقل أو النقل الثابت عن المعصوم عليه السلام، فلو ادعى مدعٍ النبوة وأتى بالمعجز حُكم ببطلان دعواه لمعارضته ما ثبت عن المعصومين عليهم السلام أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء. ونحن قد ثبت لدينا بالقطع أن الأئمة عليهم السلام اثنا عشر إماماً، ولم يثبت لدينا ما يدعيه أحمد إسماعيل البصري فهو معارض لما ثبت عن آل محمد عليهم السلام.وبالنسبة للفقرة التي ذكرناها عن أحمد إسماعيل فقد أوردها الشيخ الفاضل أحمد سلمان حفظه الله وسلمه في كتابه النافع ( الشهب الأحمدية في الرد على مدعي المهدوية، ص 184 ص 193 ) وناقشها. ثُمَّ ردَّ على فضيلة الشيخ حفظه الله أحد الحمقى ممن يكذب على الله وحججه عليهم السلام بردٍ سخيف أشبه بممارسة الحماقة، وهو الكاتب عبد الرازق الديراوي في كتابه ( في القطيف ضجة، ص 238 )، وقد كان ردُّه إنشائياً مليئاً بالحماقة ينمُّ عن جهله بأبسط معارف الإسلام. فمن شاء فليرجع إليه كاملاً، وهنا سأذكر النقاط المهمة التي تبين جهل هذه الفئة التي تتبع هذا المدعي الجاهل.قال (ص 238 ) : ( ما أظهره السيد أحمد الحسن هو معجزة علمية، وإثباتها يتم بإثبات أن صاحبها متصل بالإمام المهدي عليه السلام لأنه مصدره ).
أقول : سبق أن ذكرنا أن هذا يستلزم الدور، وهذا الجاهل كإمامه، لا يعرف المعجزة ولا طريقة إثباتها، فهو يرى أن هذه المعجزة هي لإثبات أنه متصل بالإمام المهدي (عج)، ولإثبات أنه متصل بالإمام (عج) قام بهذه المعجزة، فأصبح إثبات اتصاله متوقفاً على المعجزة وإثبات معجزته متوقف على إثبات اتصاله.
وواصل ذكر أدلته في صحة هذه (المعجزة ) فقال : ( وإما بسؤال الله عزوجل عن صدق إدعاء السيد أحمد الحسن، أو بالدعاء في الموضع الذي ذكره والدعاء عندها عليها السلام مقبول ). وهذه حماقة لا تتجلى إلا في أذهان أتباع هذه الحركة الضالة، فكيف يمكن للمرء أن يسأل الله وقد جعل الله حججه عليهم السلام هم السبيل إلى المعرفة منه، أما جعل الدعاء وإجابته في ذلك الموضع سبيلاً للجزم بصحة هذه الدعوى فهو من أوهن ما يقال، فكيف تجزم أن الدعاء قُبل لوجود سيدة نساء العالمين عليها السلام مع أن الإمام المجتبى عليه السلام موجود .. فماذا إن قيل أن الدعاء أجيب ببركة الإمام المجتبى صلوات الله عليه ؟!
ولقد أفحم الشيخ أحمد سلمان هذا الضال بجوابه عن هذه المعجزة المكذوبة، بأن هذه المعجزة سهلة الإدعاء وهي دعوى وليست معجزة، فكان الجواب رداً إنشائياً لا يحتوي على أي دليل، وأنقله ليرى الأخوة مدى سطحية هذه الحركة ومنظّريها.
قال ( ص 239 ) : ( قوله : ( يمكن لأي شخص أن يقول مثله ) يبدو أنه ناظر فيه لنفسه، فهو كما اتضح من كتابه البائس لا يهتم لما يقول ولا يشعر بمسئولية الكلمة التي يكتبها، أما غيره فيعلم جيداً أن للكلمة تبعات، وأن الكثير جداً من المعاندين أمثال هذا الـ أحمد سلمان سيبحثون في كل صغيرة وكبيرة عسى أن يعثروا على ما يظنونه شفاء لنفوسهم المريضة ) .ا.هـ هذا ما تكلم فيه هذا المتخلف علمياً بخصوص معجزة الكشف عن قبر الزهراء عليها السلام .. أما ما يثير العجب فهو ما قاله ( ص 230 ) : ( إن المعجزة لا يمكن أن تُعد قانوناً يُعرف به حجة الله لأنها قابلة للتخلف، قال تعالى : وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ) .
وهذه الآية لا تعني أن المعجزة ليست حجة، بل تعني أنها بيد الله وهو يؤيد بها من يشاء إذا شاء، أما أنها إن صدرت من المعصوم فليست بحجة فهذا كذب وافتراء وتوهين لدين الله بالبهتان والزور. بل إن هذا المتخلف يقول أن المعجزة ليست قطعية وقابلة للتأويل .. يقول (ص 232 ) : ( فالمعجزة كما يشهد القرآن كانت عرضة على طول الخط للتأويل، فهذا فرعون بعد أن رأى من الآيات ما رأى قال موجهاً كلامه للسحرة : قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ).
وهذا والله هو الجهل بعينه، فأين يوجد في الآية تأويل ما قام به موسى عليه السلام، بل فيها الإنكار لما جاء به الكليم (ع)، والقرآن الكريم ناطق بأن المعجزة قطعية وأن منكرها جاحد، وهو مقرٌ أيضاً أن معجزة موسى عليه السلام لا تقبل التأويل بل راسخة لذلك كفر بها فرعون، قال تعالى : (
وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ( سورة النمل 12-14 ).

وفي هذه الآية أدلة تنقض كلام هذا الجاهل المفتري على الله ففيها :
أولاً : وصف الله آيات موسى عليه السلام بالمبصرة أي التي هي بمكانة اليقين في الدلالة على نبوته، فكيف يُقال أن المعاجز عموماً ومعجزة موسى عليه السلام قابلة للتأويل وليست قانوناً لمعرفة الحجة ؟!ثانياً : وصف الله فرعون وقومه بأنهم ( جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ) وهذا دليل على أنهم لم يجدوا مخرجاً من هذه المعجزة التي أحرجتهم وأبطلت أكاذيبهم فكفروا بها مع أنهم في داخلهم كانوا موقنين بأنها قطعية وحجة في المقام.
وهنا إلزام محكم لهذا الضال المضل:
أنت تقول أن المعجزة غير قطعية وليست قانوناً لمعرفة الحجة، فإما أن يكون إمامك يقول بهذا وإما أنك تخالفه فأنت مخطئ ومضلل في هذه المسألة.فإن كان إمامك يقول بهذا فلم أتى بالمعجزة ما دام أنها ليست قطعية وليست قانوناً لمعرفة الحجة ؟! فإن قلت لإلزام خصومه ممن يعتقد بحجية المعجزة .. فلم لم يأتِ بها بالصورة التي تكون حجة عليهم، فهم يرون أن المعجزة خارقة لنواميس الكون مع عجز الآخرين عن الإتيان بمثلها ..فهل قام بذلك أحمد الحسن ؟!
كلا، وإنما قدَّم دعوى دون إثباتها خرط القتاد !* المفهوم الصحيح للمعجزة.
إن كثيراً من البشر ادعى الاتصال بالسماء، وقد جعل الله الفاصل بين الصادق والمدعي الكاذب المعجزة، فهي التي تحدد، ولذلك دأب الكثير على طلب المعجزة ممن يدعي النبوة كدليل على صدقه .. إذ أنها هي الحجة في المقام.

قال تعالى في حوار موسى عليه السلام مع فرعون : ( قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ * ).
وقال تعالى في قصة صالح عليه السلام مع قومه : ( مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ * فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ ).وإن الله يمد أنبيائه وحججه عليهم السلام بتلك الآيات .. ويجعلها حجة عليهم كما سيأتي بيانه، وكتاب الله ناطق بأن هذه الحجج قطعية وينعتها بأنها من الواضحات البينات التي لا لبس فيها، وقد صرح بذلك في أكثر من موضع :1- (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) ( الإسراء، 101 ).2- ( كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ( آل عمران، 86 ).3- (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ). ( البقرة، 87 ).4- (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) ( الحديد، 25 ).
فكيف تكون بعد ذلك قابلة للتأويل والله يصفها بالبينة ؟!
ومن ثم فإن الله عاقب أقوام المرسلين بعد أن أخرج إليهم هذه المعاجز، وهذا دليل أن المعجزة كافية في إقامة الحجة عليهم، وإلا لو كانت محل شبهة وتردد لما عاقب الله أقوام المرسلين، فإن العقاب قبل إقامة الحجج القطعية قبيح عقلاً، وإقامة العقاب بعدها لا ينافي العقل، وهذا النموذج موجود في كل أقوام المرسلين الذي عوقبوا بعد أن أقام أنبياء الله المعاجز كأدلة على صدقهم.قال تعالى في قصة قوم صالح عليه السلام : (مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ *فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ * فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * ).
وليلاحظ القارئ هذا التسلسل المنطقي والدقيق في الأحداث الحاصلة:أولاً : تقدم صالح عليه السلام بدعوى النبوة.
ثانياً : طالب قومه بالمعجزة لأنها الفيصل بين الحق والباطل.
ثالثاً : أتى لهم نبي الله عليه السلام بالمعجزة، وهي الناقة التي أخرجها من بطن الجبل ونهاهم عن قتلها وعقرها وإلا يحل عليهم العذاب.رابعاً : خالفوا أمر الله فحلَّ عليهم العذاب الأليم، وهذا يدل على أن المعجزة عند الله كافية لإقامة الحجة وقانون لتعريفهم بأن صالحاً عليه السلام مُرسل من ربه.
فالدعوى أو
لاً، ثم المعجز ثانياً، فإن آمنوا كان خيراً لهم، وإن جحدوا الدليل اليقيني كان ذلك طريقاً لعذابهم. فهل سارت هذه الدعوة الضالة من أحمد البصري على هذا النسق .. فهو تناقض في إدعاءاته .. ولم يأتِ بالمعجز ولا بدليل علمي صحيح ..فأي إمام هذا ؟
النقطة الثانية : جهل أحمد إسماعيل بالإجماع وحقيقته!
قال في بيانه المذكور : (وجميع المسلمين مجمعين على أن قبر فاطمة (ع) مغيب لا يعلم موضعه إلا الإمام المهدي (ع) ) .
وهذه الدعوى ساذجة وكاذبة أصلاً، فمن قال أن جميع المسلمين مجمعون على وجود الإمام المهدي عليه السلام فضلاً عن أن يجمعوا على أنه يعرف موضع قبرها الشريف عليها السلام ؟! إن المسلمين ليسوا متفقين على أن الإمام المهدي عجل الله فرجه حيٌ يُرزق فكيف أجمعوا على أنه يعرف قبر أمه عليها السلام ؟!فهل صدق إمام الدجل لما قال أن جميعَ المسلمين مجمعون على أن قبر فاطمة عليها السلام لا يعلمه إلا إمام الزمان عجل الله فرجه الشريف.وهنا نسجل كذبة تاريخية وزلَّة فاضحة لمدعي العصمة بأنه ادعى أن المسلمين جميعاً مجمعون على معرفة المهدي عليه السلام لمكان قبر أمه (ع)، في حين أنه لا يقول بهذا القول إلا من يؤمن به وهم الشيعة الإمامية الإثني عشرية.

النقطة الثالثة : جهلٌ في اللغة العربية.
لقد أخطأ هذا المدعي في اللغة العربية أخطاءً تدل على أنه بعيدٌ عن جو الثقافة فضلاً عن جو العلم والمعرفة الحقيقية .1- قال : ( وأول معجزة أظهرها للمسلمين وللناس أجمعين هو أني أعرف ).
والصواب أن يقول : ( ... هي أني أعرف .. ) لأن المعجزة مؤنث.
2- قال : (وجميع المسلمين مجمعين على أن قبر فاطمة (ع) مغيب ). والصواب أن يقول : ( .. مجمعون .. ) لأنها خبر المبتدأ، مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنها من الجمع المذكر السالم. أكتفي بهذين الخطأين وهما في فقرةٍ واحدة تعرضتُ لها بالقراءة والتحليل من عدة جوانب، وظهر لي فيها أن الرجل لا يعرف معنى الإعجاز ولا الإجماع ولا أبسط قواعد اللغة العربية، ومع ذلك يدَّعون أنه هو المؤيد بجبرائيل المسدد بميكائيل المنصور بإسرافيل، ولعمري هذه قمة الاستهزاء بملائكة الله المقربين صلوات الله عليهم أجمعين، فإن من يُسدد بهؤلاء الكرام لا يسقط في هذه الزلات البسيطة .. ومع هذا كله لا أدري كيف صار إماماً وفي الأرض من هو أعلم منه وأتقن لعلوم الدين واللغة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.والحمد لله رب العالمين أولاً وأخيراً على نعمة العقل وولاية إمام الهدى من آل محمد عليهم السلام الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين.


محمد علي حسن
السبت 23/3/2013 م .
المصدر: http://hajrrona.dyndns.org/hajrvb/showthread.php?t=403024740

الجمعة، 29 مارس 2013

مركز الدراسات التخصصية للإمام المهدي : من هو أحمد الحسن اليماني ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
الهوية الشخصية:
من هو احمد الحسن؟
ولماذا نسأل عنه، ونريد أن نعرف شخصيته؟
أليست الأفكار والنظريات هي المهمة مهما كان قائلها؟
الجواب
إن دعوة ((احمد الحسن)) ليست مجرد أفكار بل هي دعوة للارتباط شخصياً به باعتباره هو الوصي والرسول والابن للإمام المهدي عليه السلام كما يقول(1)، إذن فالمسألة ليست مسألة فكرية مجرّدة لنقبلها كما نقبل أية نظرية أخرى حتى دون أن نعرف صاحبها.
إن دعوة (احمد الحسن) تقول انه هو الإمام المعصوم الواجب الطاعة على الجميع وان جميع الذين لا يبايعونه هم في جهنم لأنهم على ضلال.
إذن نحن بحاجة إلى معرفة شخصيته والسؤال عن من هو؟ وما هو تاريخه؟ وأسرته؟
المنهج القرآني:- العلم والوضوح
وبهذا الصدد لا بد أن نؤكد في البداية أن المنهج القرآني الذي نؤمن به جميعاً وبدون استثناء هو اعتماد العلم واليقين والابتعاد عن اتباع الظنون والاحتمالات.
قال الله تعالى ((وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)) الاسراء/ 36، وقال تعالى ((وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)) النجم/ 28 .
كما يدعو القرآن الكريم إلى اعتماد الدليل والبرهان العلمي وليس الخيالات والاحلام والمنامات قال الله تعالى ((قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)) البقرة/ 111 .
ولذا فإننا مكلفون أن نسأل عن الدليل والبرهان
كما نحن مكلفون بالتعرف على مثل هذه الشخصية العظيمة!! التي بدون الطاعة لها يدخل جميع البشر النار!! كما أنها هي الشخصية التي تمهّد للإمام المنتظر عليه السلام وهي التي تبقى بعد مماته لتملأ الأرض قسطاً وعدلاً!! – سنذكر ذلك عنه في المقالات اللاحقة –
فمن يكون هذا الشخص؟ وهل نستطيع أن نؤمن به في الظلام ودون أن نعرفه في النور؟
المنهج الإسلامي يطلب الوضوح والمعرفة
الإمام الصادق عليه السلام يقول ((انظروا علمكم هذا عمّن تأخذونه فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الضالين وإبطال المبطلين وتأويل الجاهلين)) أصول الكافي ج1 صفات العالم، وفي فقه أهل البيت عليهم السلام لا يجوز الصلاة خلف إمام الجماعة دون أن نعرفه ونعرف عدالته، فكيف نؤمن بإمامة الدين والدنيا لشخص لا نعرفه.
في المنهج الإسلامي لا بد من مراقبة الأمة لعلماء الدين ومعرفة مدى تقواهم وأخلاقهم وزهدهم، فقد جاء في الحديث الشريف عن الإمام الصادق عليه السلام..
((إذا رأيتم العالم محباً لدنياه فاتهموه على دينكم فان كل محب لشيء يحوط ما أحب)) الكافي ج1/46.
وفي الحديث الشريف عن الإمام الصادق..
((فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه...)) الاحتجاج 2/510/337.
فنحن إذن لا بد أن نتعرف على شخصية هذا الإمام –كما يقول- ووصيه ورسوله!!!
إننا هنا نواجه ظاهرة غريبة وهي ان دعوة (احمد الحسن) تريد أن نعمل في الظلام ولا نطالب بعرض القضية تحت النور.
فإذا سألنا من هو احمد الحسن؟ سنجد هناك غموضاً متعمداً حيث لا يعرفه أحد من أصحابه، وإذا استمعنا إلى معلوماتهم وجدناها تذكر أموراً تكذب ما يقوله.
نحن نجد صاحبه ومن يعرّف نفسه انه الشاهد والخادم له وهو (الشيخ حيدر مشتت)(2) حينما يعبّر عنه سنة 1424 يقول انه (الشيخ احمد) وليس السيد احمد(3)، فهو حين كان يدرس في النجف الاشرف في السنوات الأخيرة لنظام صدام كان شيخاً وليس سيداً.
ويقول عنه الشيخ (حيدر مشتت) بعد أن خرج عنه وانفصل عن حركته انه هو ((الشيخ أحمد بن إسماعيل السلمي))(4) فأبوه هو إسماعيل وهو من بيت السلمي، فلا ندري إذن كيف نسب نفسه إلى (الحسن) فسمى نفسه احمد الحسن، وهذا الحسن هل هو أبوه أم هو لقبه أم هي صفته؟ هذه كلها أسئلة تبقى بدون جواب.
ونحن نجد ان الشيخ (احمد الحسن) حينما أجاب على هذا الكلام السابق لم ينفِ أن أباه إسماعيل، وإن نفى أن يكون من بيت السلمي، ولا مانع من ذلك ولكن لماذا لا يعرّفنا انه من أية عشيرة وأسرة لنسأل عنه؟
إننا لا نريد الاعتماد على كلمات خصوم (احمد الحسن) لكننا نريد معرفة حقيقة شخصيته.
لأن المنهج القرآني، ومنهج أهل البيت عليهم السلام يريد منا المعرفة والوضوح وليس العمل في الظلام كالعميان.
والدعوة التي تريد أن تبقى في الظلام يجب الشك فيها والحذر منها.
المصدر:

الهوامش:

(1) - يقول (احمد الحسن):- ((إني من ذرية الإمام المهدي عليه السلام واني وصيه، واني المهدي الأول من ولد الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري روحي فداه)) ص14 بيان الحق والسداد الجزء الثاني تأليف احمد الحسن الطبعة الأولى 12/محرم/1427هـ
ويقول:- (جميع هذه الأسماء لي فانا سعد النجوم ونجمة الصباح درع داود وأنا الطاهر وأنا وعد الله غير مكذوب)) المصدر السابق ص16.
(2) - (كان أول المؤمنين الذين آمنوا بدعوة السيد احمد الحسن، واستمر يدعو للسيد احمد الحسن سنة ونصف تقريباً أو أكثر ثم ارتد وادعى انه هو اليماني، وقد لعنه السيد احمد الحسن وبيّن كذبه) انظر مقدمة كتاب سامري عصر الظهور، من إصدارات أنصار الإمام المهدي العدد 44 لمؤلفه الشيخ ناظم العقيلي والكتاب دفاع عن احمد الحسن ورد على شبهات حيدر مشتت..
(3) - انظر الصحيفة الخامسة من المصدر السابق ص 102 تحت عنوان (أدلتي على ان الشيخ احمد مرسل من الإمام مكّن الله له في الأرض) وحيث جاء هذا البيان بتوقيع (خادم المهدي الشيخ حيدر) 6/جمادي الثاني/1424هـ
وهكذا في الصحيفة الثامنة يقول:
(بفضل الله تم البلاغ بإرسال الإمام المهدي مكّن الله له في الأرض رسوله الشيخ احمد والشاهد له الشيخ حيدر. انظر العدد السابق ص108.
(4) - يقول البيان الصادر عن الشيخ حيدر مشتت وهو يخاطب (احمد الحسن):- ((أنت لقبك الصحيح كما يعرف ذلك كل من اطلع عليك وعلى أحوالك هو احمد إسماعيل السلمي)) ولم ينف احمد الحسن أن يكون أباه إسماعيل بل نفى أن يكون من عشيرة السلمي. انظر المصدر السابق ص92.

الخميس، 28 مارس 2013

مركز الأبحاث العقائدية : معنى قوله عجل الله فرجه الشريف "من ادعى المشاهدة"

السؤال: معنى تكذيب مشاهدته (عجل الله فرجه) في الغيبة الكبرى
بالنسبة تأويلكم لحديث من (ادعى المشاهدة فكذبوه) يؤول الى السفارة فهل هذا التأويل مستند الى ادعاء كبار علمائنا المشاهدة؟
ام هناك روايات تؤول حديث ادعاء مشاهدة الامام المهدي (عج) المقصود منها هو ادعاء السفارة الذي يجب ان نكذبه؟
الجواب:
الأخ محمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رأي أكثر علماءنا أن معنى ((المشاهدة)) في رواية السمري المذكورة نقلاً عن الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) هي السفارة أو النيابة الخاصة، وذلك بقرينة قوله (عليه السلام) في التوقيع: وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، وقوله في آخر التوقيع الشريف: ألا فمن أدعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر: (كمال الدين /516 غيبة الطوسي/ 395).
إذ أنه من الثابت بالاستفاضة أو التواتر مشاهدة عدد كبير من رجال الشيعة وعلمائهم وفضلائهم للإمام المهدي (عليه السلام)، في زمان الغيبة الكبرى، وقد أفرد بعض مؤلفينا كتباً في ذكر أخبار عمن لقي الإمام المهدي (عليه السلام) بعد أنقضاء عصر السفراء الأربعة.
وقد ذكروا في معنى المشاهدة أقوالاً أخرى منها:
1- إن المشاهدة هي الرؤية عن معرفة، فيدعي أنه قد رآه وعرفه، وهذا ينبغي أن يُكذب، لأنه قد ورد في الروايات عدم إمكان معرفته من قبل الناس وإن أمكن رؤيته عن غير معرفة، فعن السفير الثاني محمد بن عثمان العمري قال: سمعته يقول: (والله إن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة فيرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه). (كمال الدين/ 440).
2- إن المشاهدة بحد ذاتها لا تقتضي التكذيب، فنحن نعلم بأن جمعاً من الصلحاء قد رأى الإمام المهدي (عليه السلام) كما ثبت ذلك عن طريق الدليل الإجمالي، لكثرة ورود الأخبار من قبل جملة من الناس يتعذر تواطئهم على الكذب أخبروا عن مشاهدته. ولكننا لا نسلم أن المقصود في التوقيع هو تكذيب من شاهده بل تكذيب من أدّعى مشاهدته، وادعاء المشاهدة أمر آخر غير نفس المشاهدة ، لأن المدّعي لها معلن لها غير متكتم عليها، بينما قد أوصى الأئمة (عليهم السلام) حتى بمنع التسمية، فيكون هذا المدّعي له غرض نفساني يعاكس به إرادة الأئمة في لزوم التكتم على ولي الله وحجته. وهذا الإعلان أشبه ما يكون بإدعاء السفارة، لأنه لا يحق لأحد بعد السفراء الأربعة أن يعلن على الملأ أنه شاهد المهدي أو أتصل به ، أو قل هو أدنى مصاديق السفارة، ولذلك حمل علمائنا معنى الرواية على أدعاء السفارة والمراد به هذا المقدار لا مثل سفارة النواب الأربعة، فلاحظ.
ودمتم في رعاية الله
 
المصدر:

مركز الأبحاث العقائدية : الأئمة عليهم السلام كلهم مهديون

لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قرأت حديثين وقفت عندهما فأفيدونا وفقكم الله
1- الغيبة - الشيخ الطوسي - ص 429
عن أبي يحيى التمتام السلمي, عن عثمان النوا قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : كان هذا الامر في فأخره الله ويفعل بعد في ذريتي ما يشاء.
فهل هذا الحديث صحيح؟ او يوجد ما يؤيده؟ فهذا يناقض مسألة النص على الائمة الاثنى عشر فبينوا لنا وفقكم الله و رعاكم.
2- عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : يا ثابت إن الله تبارك وتعالى قد كان وقت هذا الأمر في السبعين, فلما أن قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله تعالى على أهل الأرض, فأخره إلى أربعين ومائة, فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع السر ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب . قال أبو حمزة : فحدثت بذلك أبا عبد الله (عليه السلام) فقال : قد كان كذلك .
ما هو المعنى الذي يحمل عليه الحديث .
فان معنى الحديثين بحال صحتهما يخص المشروع الالهي و التوقيت هو مجازي  لاجل تبيين حكمة ام ماذا؟ لان توقيت الله تعالى سابق لكل شيء لعلمه بكل الاحداث فتصبح الاحداث المؤثرة مثبتة وفقا للمشروع الالهي.(هذا فهمي).
فاشرحوا لنا يرحمكم الله فان مثل هذه الاحاديث نحتار فيها بحال تمت مواجهتنا فيها في المناظرات.
الجواب:
الأخ حسن المحترم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
أولاً: يستفاد من الحديث الأول أن البداء قد جرى على أمر جعله الله تعالى في الصادق عليه السلام, فربما كان المراد بذلك الأمر هو القيام بالسيف ضد الطغاة أو المهدوية بالمعنى العام, فقد ورد في بعض الأحاديث انهم كلهم قائمون وأنهم كلهم مهديون ولا يرد الاشكال بأن أمر المهدي (عجل الله فرجه) محتوماً فكيف جاز فيه البداء كما ربما تشير إليه هذه الرواية, وجوابه أن البداء لا يرد على المهدي لأنه هو الساعة, والساعة من الميعاد والله تعالى لا يخلفه ولكن على تقدير ان تتوفر الشروط الأخرى وترتفع الموانع التي تحول دون ظهور الحق فيمكن أن يكون أي منهم عليهم السلام هو المهدي (عجل الله فرجه) فوجود أي إمام من الأئمة هو بمثابة المتقضي للقيام, وحينئذٍ يكون مضمون الرواية هو التعليق على توفر الشروط وفقدان الموانع.
ثانياً: التأخير المشار إليه في رواية أبي حمزة يصح الإخبار به بعد انقضائه وتمامه ولا يصح الإخبار به قبل تحققه لإمكان طرو البداء عليه, والإمام (عليه السلام) يخبر بطرو البداء في هذا الأمر بسبب إفشاء الناس سراً أنباء الأئمة عليهم السلام إلى بعض خواصهم, أن إذاعة هذا الأمر من جملة الموانع التي تحول دون تحققه. وقد أشرنا في النقطة السابقة إلى أن أهلية القيام والمهدوية أمر متحقق في كل إمام من الأئمة غاية ما في الأمر أن التحقق التام منوط بتوفر الشروط وفقدان الموانع, فلا يكفي للتحقق مجرد وجود المقتضى. 
مع أن هذا الكلام لا يعطي تعدد شخص المهدي (عجل الله فرجه) بحيث يكون المهدي الموعود أكثر من واحد, ولكن المقصود من الروايتين أن كل إمام من الأئمة (عليهم السلام) قائم بالسيف لو شاء الله له ذلك, ولو قام أي إمام قبل المهدي (عجل الله فرجه) بالسيف لتوفر الشرائط ورفع الموانع لما ألغى ذلك دور من يليه من الأئمة (عليهم السلام), ويبقى مع ذلك الوعد الإلهي بظهور الإسلام على جميع الأديان وملأ الدنيا قسطاً وعدلاً في آخر الزمان لتكون الدنيا  كلها دولة عالمية واحدة, وهو الدور المنوط بآخر الأئمة ( عليهم السلام ).
ودمتم في رعاية الله

مناظرة لأبي سهل النوبختي - احد فقهاء الشيعة - مع من ادعى السفارة

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعنا كثيرا عن جماعة ممن ادعوا المهدوية او النيابة كامثال الشلمغاني والنصيري والحلاج وغيرهم . وعلى هذا الاساس أود أن أعرف هل هنالك من علماءنا وفقهائنا السابقين الحاضرين في زمن هؤلاء المدعين . قد ناظرهم وأفحمهم أو باهلهم . فان كانت هنالك مناظرات بين هؤلاء وبين علمائنا العاملين الحاضرين في زمن هؤلاء المدعين الكذابين .نرجوا بيانها .
مع جزيل الشكر والتقدير
الجواب:
الأخ نزار المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان مواجهة المدعين للمهدوية من قبل علمائنا كان يتخذ عدة اساليب فتارة يصدر اعلان التكذيب وفساد العقيدة واخرى يصدر اللعن والتبرئ منهم وثالثة تكون هناك مناظرة ومحاججة  ولننقل نموذجا واحدا من تلك المناظرات وهي التي جرت بين ابو سهل النوبختي مع الحسين بن منصور الحلاج ونقلها الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة ص 401- 402 حيث ان الحلاج كان يخاطب ابا سهل بقوله 
إني وكيل صاحب الزمان عليه السلام  وقد أمرت بمراسلتك وإظهار ما تريده من النصرة لك لتقوي نفسك، ولا ترتاب بهذا الامر . فأرسل إليه أبو سهل رضي الله عنه يقول له : إني أسألك أمرا يسيرا يخف  مثله عليك في جنب ما ظهر على يديك من الدلائل والبراهين، وهو أني رجل أحب الجواري وأصبو إليهن، ولي منهن عدة أتحظاهن والشيب يبعدني عنهن [ ويبغضني إليهن ] وأحتاج أن أخضبه في كل جمعة، وأتحمل منه مشقة شديدة لاستر عنهن ذلك، وإلا انكشف أمري عندهن، فصار القرب بعدا والوصال هجرا، وأريد أن تغنيني عن الخضاب وتكفيني مؤنته، وتجعل لحيتي سوداء، فإني  طوع يديك، وصائر إليك، وقائل بقولك، وداع إلى مذهبك، مع ما لي في ذلك من البصيرة ولك من المعونة . فلما سمع ذلك الحلاج من قوله وجوابه علم أنه قد أخطأ في مراسلته وجهل في الخروج إليه بمذهبه، وأمسك عنه ولم يرد إليه جوابا، ولم يرسل إليه رسولا، وصيره أبو سهل رضي الله عنه أحدوثة وضحكة ويطنز  به عند كل أحد ، وشهر أمره عند الصغير والكبير، وكان هذا الفعل سببا لكشف أمره وتنفير الجماعة عنه
ودمتم في رعاية الله

مركز الأبحاث العقائدية : الرد على دعوى أن للإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف ذرية و أبناء

ظهر في الآونة الاخيرة من يدعي انه ابن الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه واسمه احمد الحسن ويقولون بأن هذه الادلة صحيحة .. ما هو ردكم على هذه الادلة ؟
*************************
الادلة على وجود الذرية الى الامام المهدي عليه السلام
الدليل الأول : روى الشيخ النعماني (تلميذ ثقة الإسلام الكليني) في كتاب الغيبة ، والشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بسندين معتبرين عن المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله يقول (إن لصاحب هذا الأمر غيبتين أحدهما تطول حتى يقول بعضهم مات ويقول بعضهم قتل ، ويقول بعضهم ذهب ، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحداً من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره) النجم الثاقب ج2 ص69 .
الدليل الثاني : روى الشيخ الطوسي وجماعة بأسانيد متعددة عن يعقوب بن الضراب الاصفهاني انه حج في سنة إحدى وثمانون ومائتين فنـزل بمكة في سوق الليل بدار تسمى دار خديجة ، وفيها عجوز كانت واسطة بين الشيعة وإمام العصر (عليه السلام) – والقصة طويلة – وذكر في أخرها انه (عليه السلام) أرسل إليها دفتراً وكان مكتوباً فيه صلوات على رسول الله وباقي الأئمة وعليه (صلوات الله عليه) ، وأمره إذا أردت أن تصلي عليهم فصلي عليهم هكذا وهو طويل ، وفي موضع منه : (اللهم أعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه ، وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه) . وفي أخره هكذا (اللهم صل على محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن الرضا والحسين المصفى وجميع الأوصياء ، مصابيح الدجى وأعلام الهدى ومنار التقى والعروة الوثقى والحبل المتين والصراط المستقيم ، وصل على وليك وولاة عهده والأئمة من ولده ، ومد في أعمارهم وزد في آجالهم وبلغهم أقصى آمالهم دنيا وديناً وآخرة انك على كل شيء قدير) .
الدليل الثالث : في زيارته المخصوصة التي تقرا في يوم الجمعة ، ونقل السيد رضي الدين علي بن طاووس في كتاب (جمال الأسبوع) (صلى الله عليك وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين) وفي موضع آخر منها : (صلوات الله عليك وعلى آل بيتك هذا يوم الجمعة) وفي أخرها قال (صلوات الله عليك وعلى آل بيتك الطاهرين) .
الدليل الرابع : ونقل في آخر كتاب (مزار) بحار الأنوار عن كتاب (مجموع الدعوات) لهارون موسى التلعكبري (سلاماً وصلاة طويلة من رسول الله واحد واحد من الأئمة وبعد ذكر السلام والصلاة على الحجة (عليه السلام) ذكر سلاما وصلاة خاصة على ولاة عهد الحجة (عليه السلام) وعلى الأئمة من ولده ودعى لهم ، (السلام على ولاة عهده ، والأئمة من ولده اللهم صل عليهم وبلغهم أمالهم وزد في آجالهم واعز نصرهم وتمم لهم ما أسندت من أمرهم ، واجعلنا لهم أعوانا وعلى دينك أنصاراً فإنهم معادن كلماتك وخزان علمك وأركان توحيدك ودعائم دينك وولاة أمرك ، وخلصاءك من عبادك ، وصفوتك من خلقك وأولياك وسلائل أولياءك وصفوة أولاد أصفياءك وبلغهم منا التحية والسلام ، واردد علينا منهم السلام ، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته)
الدليل الخامس : نقل السيد ابن طاووس (رحمه الله ) وغيره زيارة له (عليه السلام) كان في إحدى فقراتها هذا الدعاء بعد صلاة تلك الزيارة (اللهم أعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته ، و عدوه و جميع أهل الدنيا ما تقر به عينه ، وتسر به نفسه … ) .
الدليل السادس : قصة الجزيرة الخضراء ....
الدليل السابع : نقل الشيخ الكفعمي في مصباحه أن زوجته (عليه السلام) هي إحدى بنات أبي لهب .(أي من ذريته) .
الدليل الثامن : روى السيد الجليل علي بن طاووس في كتاب (عمل شهر رمضان) عن أبي قرة دعاء لابد أن يقرأ في جميع الأيام لحفظ وجود الإمام الحجة (عليه السلام) ... ومن فقرات هذا الدعاء ( وتجعله وذريته من الأئمة الوارثين ) .
الدليل التاسع : روى الشيخ الطوسي بسند معتبر عن الإمام الصادق (عليه السلام) خبراً ذكر فيه بعض من وصية رسول الله لأمير المؤمنين (عليه السلام) في الليلة التي كانت فيها وفاته ومنها انه قال ( فإذا حضرته الوفاة فليسلنها إلى ابنه أول المقربين … الخ ) .أي إذا حضرت الوفاة الإمام المهدي (ع) فليسلمها إلى ابنه أول المهديين .
الدليل العاشر : قال الشيخ الكفعمي في مصباحه (روى يونس أبن عبد الرحمن عن الرضا (عليه السلام) أنه كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر (عليه السلام) بهذا الدعاء ( اللهم ادفع عن وليك … الخ )وانه ذكر في أخره (اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده …) ، إلى أخر ما تقدم قريبا منه ، وقال في الحاشية (… أي صل عليه أولا ثم عليهم ثانيا ، من بعد أن تصلي عليه ، ويريد بالأئمة من بعده أولاده (عليه السلام) لأنهم علماء أشراف ، والعالم إمام من اقتدى به ، ويدل على ذلك قوله : (والأئمة من ولده) في الدعاء المروي عن الإمام المهدي (عليه السلام) .
الدليل الحادي عشر : المروي في مزار محمد بن المشهدي عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال لأبي بصير : كأني أرى نزول القائم (عليه السلام) في مسجد السهلة بأهله وعياله … ) .
الدليل الثاني عشر : نقل العلامة المجلسي في مجلد الصلاة من البحار في أعمال صبح يوم الجمعة عن اصل قديم من مؤلفات قدمائنا دعاءاً طويلا يقرا بعد صلاة الفجر ومن فقرات الدعاء للإمام الحجة (عليه السلام) هناك هو :(اللهم كن لوليك في خلقك ولياً وحافظا وقائداً ، وناصراً حتى تسكنه أرضك طوعا ، وتمتعه منها طويلا ، وتجعله وذريته فيها الأئمة الوارثين … ) ولم يصل خبر يعارض هذه الأخبار إلا حديث رواه الشيخ الثقة الجليل الفضل بن شعبان النيسابوري في غيبته بسند صحيح عن الحسن بن علي الخراز قال : دخل علي بن أبي حمزة على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فقال له : (أنت إمام ؟ قال : نعم فقال له : أني سمعت جدك جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول لا يكون الإمام إلا وله عقب فقال : أنسيت يا شيخ أو تناسيت ؟ ! ليس هكذا قال جعفر (عليه السلام) إنما قال جعفر (عليه السلام) :لا يكون الإمام إلا وله عقب إلا الإمام الذي يخرج عليه الحسين بن علي (عليه السلام) فانه لا عقب له فقال له صدقت جعلت فداك هكذا سمعت جدك يقول) وقال السيد محمد الحسيني الملقب بالمير لوحي تلميذ المحقق الداماد في كفاية المهتدي بعد أن ذكر هذا الخبر : (وفق في رياض المؤمنين بان هذا خبر مدينة الشيعة والجزيرة الخضراء والبحر الأبيض الذي ذكر فيه أن لصاحب الزمان (عليه السلام) عدة أولاد هذا اقل اعتبار بالنسبة إلى هذا الحديث الصحيح ، ومن أراد الإطلاع على ذلك فاليراجع الكتاب المذكور) ، وقد نقل هذا الخبر الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة أن مقصود الإمام (عليه السلام) من انه لا ولد له – أي أن لا يكون له ولد يكون إماما يعني انه خاتم الأوصياء وليس له ولد إمام ، أو أن الذي يرجع عليه الحسين بن علي (عليه السلام) ليس له ولد فلا يعارض الأخبار المذكورة والله العالم) إلى هنا انتهى كلام الميرزا النوري (رحمه الله) ، . ولا يخفى على القارئ اللبيب أن حل الشيخ الطوسي للتعارض المزبور لم يكشف القناع عن التعارض ، بل بقي الإشكال مبهماً ، وسوف أتعرض لحل هذا الإشكال في الإضاءة الثانية من هذا البحث إن شاء الله تعالى حلاً شافياً بيّناً بعونه تعالى .
أما بعد بقي عليَّ أن أضيف بعض الأدلة على وجود الذرية للإمام المهدي (عليه السلام) التي وفقني الله تعالى للعثور عليها وسوف نكمل تسلسل أدلة الميرزا النوري (رحمه الله تعالى)والتي أوصلها إلى أثنى عشر دليلا .
الدليل الثالث عشر : ذكر الشيخ عباس القمي (رحمه الله)في مفاتيح الجنان في الدعاء لصاحب الزمان (ع ) ص616 وتسلسله بعد دعاء العهد الشريف .
وجاء في أحد فقراته : (اللهم أعطه في نفسه وأهله ووَلَدِه وذريته و أمته وجميع رعيته ما تقربه عينه وتسربه نفسه … )
وهذا الدعاء يخص بالذكر ولد واحد للإمام المهدي (ع ) وبعده يخص الذرية بالذكر مما يدل على أن لهذا الولد مقام خاص . وسوف يأتي التعليق على هذا الموضوع في الإضاءة الثالثة من هذا البحث إن شاء الله تعالى .
الدليل الرابع عشر : قول الإمام المهدي (عليه السلام) في خطبته بين الركن والمقام عند قيامه :- ( … فقد أخفنا وظلمنا وطردنا من ديارنا وأبنائنا ، وبغي علينا ودفعنا عن حقنا … ) الغيبة للنعماني ص 290 / ما بعد الظهور للسيد الصدر (قد) ص222 ، وهذا إعلان وبيان من الإمام المهدي (عليه السلام) في أول قيامه بأنه طرد من داره وأبناءه بسبب مطاردة الظالمين له ، والبحث عن آثاره (عليه السلام) في كل مكان وزمان .
والفقرة (وطردنا من ديارنا وأبنائنا) يكون انطباقها على الإمام المهدي (عليه السلام) اكثر من انطباقها على آبائه (عليهم السلام) لان الأئمة (عليهم السلام) وان ظلموا واغتصب حقهم إلا أن أغلبهم عاشوا مع أولادهم وفي ديارهم ، وحتى وان قلنا بان هذه الفقرة عامة لكل الأئمة (عليهم السلام) فهي تشمل الإمام المهدي (عليه السلام) لانه منهم ولانه صاحب الكلام ، فالكلام يصدق عليه أولا ثم على غيره من الأئمة ثانياً .
الدليل الخامس عشر : جاء في بشارة الإسلام نقلا عن بحار الأنوار عن سطيح الكاهن في خبر طويلا جاء في أحد فقراته بعدما يذكر بعض الوقائع التي تسبق قيام الإمام المهدي (عليه السلام) ( … فعندها يظهر ابن المهدي (عليه السلام) … ) بشارة الإسلام ص157 . 
وهذا يدل صراحة على أن قبل قيام الإمام المهدي (عليه السلام) يظهر ابن الإمام المهدي (عليه السلام) وهذا الابن هو الذي أُكد عليه في أدعية أهل البيت (عليه السلام) وأول المهديين من أولاد الإمام المهدي (عليه السلام) كما نصت عليه الأخبار .
ومن الممكن أن يكون هو المقصود بالمهدي في الخبر الذي أخرجه الشيخ الطوسي وهو ( ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس ، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان ، فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ، ثم يخرج من بعد ذلك ) الغيبة ص294 ، فالمقصود بالمهدي في هذه الرواية ليس الإمام المهدي (عليه السلام) لان الإمام المهدي (عليه السلام) يكون خروجه وقيامه بعد السفياني بستة اشهر على اقل تقدير ، وخروج السفياني قبله ، وعلامة من علامات قرب قيام الإمام المهدي (عليه السلام) ، إذن فالمهدي المذكور في الرواية -الذي يظهر قبل السفياني ثم يختفي عند قيام السفياني ثم يظهر بعد ذلك - هو ابن الإمام المهدي (عليه السلام) وهو أول المهديين ، وأول أنصار الإمام المهدي (عليه السلام) كما وصفته الأخبار الصحيحة عن أهل البيت (عليه السلام) وسوف يأتي تفصيل ذلك في الإضاءة الخامسة من هذا البحث إن شاء الله تعالى فتمعن في ذلك واقتبس منه يرحمك الله تعالى .
الدليل السادس عشر : عن داود بن كثير الرقي قال سألت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) عن صاحب هذا الأمر قال (عليه السلام) هو الطريد ، الوحيد ، الغريب ، الغائب عن أهله ، الموتور بابيه (عليه السلام) ) كمال الدين ج2 ص 394 .
فان معنى الأهل وان كان يدل على الأب وألام وغيرهم ولكن يدل أيضاً على الزوجة والأولاد بل هو اقرب لذلك من بقية المعاني . فتبقى دلالتها على الزوجة والأولاد محتملة وممكنة ولا يمكن الاستدلال على خلافها ، فيمكن أن يكون هذا الحديث قرينة مؤيدة لبقية الأدلة التي تثبت الذرية للإمام المهدي (عليه السلام) في عصر الغيبة الكبرى .
الدليل السابع عشر : نقل الشيخ الحائري في إلزام الناصب : ( في حديث جم الفوائد كثير العوائد حسن السبك جعلتها فاكهة من فرع هذه الشجرة المباركة ، وذلك هو الحديث الوارد في تأويل سورة القدر والعصر في شأن أولي الأمر عليهم السلام ، عن السيد الثقة الجليل الفقيه السيد نعمة الله الجزائري رحمه الله في بعض مؤلفاته عن ابن عباس قال: لما صارت الخلافة إلى أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين علي بن أبي طالب (ع) فلما كان في اليوم الثالث اقبل رجل في ثياب خضر ووقف على باب المسجد ، وكان الأمير صلوات الله وسلامه عليه جالساً في المسجد والناس حوله يميناً وشمالاً فقال : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة (إلى أن سأله عن سورة القدر والإمام علي (ع) يجيب إلى إن وصل إلى هذا الموضوع ) …وأما قوله (تنـزل الملائكة) فانه لما بعث الله محمد (ص) ومعه تابوت من دّر ابيض له اثنا عشر باباً ، فيه رق ابيض فيه أسامي الإثنا عشر فعرضه على رسول الله (ص) وأمره عن ربه أن الحق لهم وهم أنوار قال : ومن هم يا أمير المؤمنين ؟ قال : أنا وأولادي الحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي ومحمد بن الحسن صاحب الزمان صلوات الله عليهم أجمعين ، وبعدهم اتباعهم وشيعتنا المقرون بولايتنا المنكرون لولاية أعدائنا .
وقوله (من كل أمر سلام) من كل من في السماوات ومن في الأرض علينا صباحاً ومساءاً إلى يوم القيامة ، هي نور ذريتي ، تستضاء بنا الدنيا حتى مطلع الفجر عنا إلى يوم القيامة …) إلزام الناصب ج1 ص106 .
وهذه الرواية تشير على استمرار التنـزيل في ليلة القدر على اتباع وشيعة أهل البيت (ع) المقرون بولاية أهل البيت (ع) وهؤلاء الشيعة هم الأولياء المهديين من ذرية الإمام المهدي (ع) الذين يتولون قيادة الأمة بعد أبيهم (ع) والدليل إلى ذلك الرواية الآتية :-
(عن أبي بصير قال قلت للصادق جعفر بن محمد ع يا ابن رسول الله ص سمعت من أبيك ع أنه قال يكون بعد القائم اثنا عشر إماماً فقال إنما قال اثنا عشر مهديا و لم يقل اثنا عشر إماما و لكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا و معرفة حقنا …) بحار الأنوار ج53 ص145 ،اكمال الدين . فوصفهم الإمام (ع) في هذه الرواية بنفس الوصف الذي وصفهم به في الرواية السابقة : ( وبعدهم –أي بعد الأئمة المعصومين_ اتباعهم وشيعتنا المقرون بنا المنكرون لولاية أعدائنا ).
فان ما عليه الاعتقاد بان الحكم سيستمر بعد الإمام المهدي (ع) لمدة طويلة ففي هذه الفترة على من يكون تنـزل الملائكة في ليلة القدر؟ فلا يمكن حمل معنى الرواية الأولى إلا على ذرية الإمام المهدي (ع) .
وأما من يقول أن نزول الملائكة في ليلة القدر بعد الإمام المهدي (ع) يكون على الأئمة المعصومين في الرجعة !! 
فأقول :- أولاً أني قد اثبت في هذا البحث إن روايات الذرية متعددة وصحيحة السند وتفيد الاعتقاد بحكمهم بعد الإمام المهدي (ع) وأما رجعة الأئمة فتكون بعد ذرية الإمام المهدي (ع) الإثنا عشر المهديين . 
وثانياً:- إن الرواية الأولى ( وبعدهم اتباعهم وشيعتنا المقرون بولايتنا … ) . لو كانت تقصد رجوع الأئمة للحياة لوصفتهم بأنهم من الأئمة وليس من الاتباع وهذا واضح لا يحتاج إلى كثير من البيان .
الدليل الثامن عشر : عن أبي الحسن الرضا (ع) : ( كأني برايات من مصر مقبلات ، خضر مصبغات ، حتى تأتي الشامات فتهدى إلى ابن صاحب الوصيات ) الإرشاد للمفيد ص250 ، بشارة الإسلام ص158 .
فدلالة هذه الرواية واضحة على إن قبل قيام القائم تهدى الرايات (أي تبايع) إلى ابن صاحب الوصيات . وصاحب الوصيات هو وارث الأئمة المعصومين وخاتمهم ومن انتهت إليه الوصية وهو الإمام محمد ابن الحسن العسكري صاحب الزمان (ع) وهو المستحفظ من ال محمد (ع). والرواية تنص على أن الرايات تهدى الى ابن صاحب الوصيات أي ابن الإمام المهدي (ع) .
فيتحصل لدينا إن هناك ابن للإمام المهدي (ع) موجود قبل قيامه (ع) ويقوم بدور التمهيد لوالده الإمام المهدي (ع) . وهذه الرواية والرواية التي في الدليل السابق تعضد روايات الإثنا عشر المهديين من ذرية الإمام المهدي (ع) .
الدليل التاسع عشر : ورد ذكر ذرية الإمام المهدي (ع) في ( دعاء يوم الثالث من شعبان ) يوم ولادة الإمام الحسين (ع) . 
عن أبي القاسم ابن علاء الهمداني وكيل الإمام العسكري (ع) إن الحسين (ع) ولد يوم الخميس لثلاث خَلَون من شعبان فصمه وأدع بهذا الدعاء : 
( اللهم أني أسألك بحق المولود بهذا اليوم …… قتيل العبرة وسيد الأسرة الممدود بالنصرة يوم الكرة المعوض من قتلِه إن الأئمة من نسله والشفاء في تربته والفوز معه في أوبته والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته حتى يدركوا الأوتار ويثأروا الثار ويرضوا الجبار ويكونوا خير أنصار صلى الله عليهم مع اختلاف الليل والنهار … ) مفاتيح الجنان ص222 ، ضياء الصالحين ص 31 ، مصباح الكفعمي دعاء الثالث من شعبان . 
وصريح هذا الدعاء بان الأئمة من نسل الإمام الحسين (ع) والأوصياء بعد الإمام المهدي (ع) من عترة الإمام الحسين (ع) عن طريق الإمام المهدي (ع) وهذا الدعاء أيضاً يعضد روايات المهديين بعد القائم (ع) .
الدليل العشرون : وهو مدح الإمام الحسن العسكري (ع) لأسباطه من ذرية القائم (ع) :- عن المجلسي قال : وجد بخط الإمام ابي محمد العسكري (ع) على ظهر الكتاب ( قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوة والولاية وذرنا سبع طرائق بأعلام الفتوة والهداية ونحن ليوث الوغى وغياث الندى وفينا السيف والقلم في العاجل ولواء الحمد في الآجل أسباطنا خلفاء الدين القويم ومصابيح الأمم ومفاتيح الكرم … ) بشارة الإسلام ب12 ص168 . وهنا أشار الإمام الحسن العسكري الى أسباطه ( أسباطنا خلفاء الدين القويم ) والسبط ابن الابن ولا يوجد ابن للإمام الحسن العسكري (ع) غير الإمام المهدي (ع) فتعين أن يكون هؤلاء الأسباط من ذرية الإمام المهدي (ع) وخلفاءه في الأمة . وأيضاً هذا الخبر يعضد روايات ذرية الإمام المهدي (ع) الذين يحكمون بعده (ع) .
*************************
الجواب:
الأخ موالي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل الاجابة عن هذه الادلة نود نذكر لكم الملاحظات التالية : 
1- اننا من خلال مناقشتنا لما ذكر من الادلة لا نريد ان ننفي امكان وجود الولد للامام المهدي (عجل الله فرجه) بل يمكن ان يكون ذلك محتملا ولكن الذي نريد ان نقوله لا يوجد دليل يثبت الولد والزوجة للامام (عجل الله فرجه) ومجرد ورود الاحتمال لا يكفي لان الدليل يثبت عن طريق اليقين او الاطمئنان . 
2- على فرض وجود ولد للمهدي (عجل الله فرجه) فهذا لا ينفع المدعين الذين ينسبون انفسهم للامام (عجل الله فرجه) لان النسب يحتاج الى دليل واذا كان المدّعى السفارة فهذا باطل لما ثبت من انقطاع السفارة في زمن الغيبة الكبرى . 
3- سوف لا ندخل في المناقشة التفصلية لما ذكر من الادلة ونكتفي بالمناقشة على نحو الاجمال والاختصار فنقول :
مناقشة الدليل الاول : 
1- الرواية ضعيفة السند بالقاسم بن محمد بن الحسن وغيره . 
2- لم ترد كلمة (ولده) في كتاب الغيبة للنعماني والذي ورد هو كلمة (ولي) فقد جاء فيها : .... لا يطلع على موضعه احد من ولي ولا غيره الا المولى الذي يلي امره . (غيبة النعماني 176) واما الشيخ الطوسي فقد نقل نفس الرواية بنفس السند في موضعين احدهما بدون لفظ الولد في ص61 : ولا يطلع احد على موضعه وامره ولا غيره الى المولى الذي يلي امره . واما الموضع الثاني فقد ذكر فيه الولد ص162 وعليه فلا يمكن اثبات ورود كلمة الولد في هذه الرواية ولا يمكن الاحتجاج بما نقله المحدث النوري في النجم الثاقب حيث انه من المتأخرين ونقل رواية الطوسي بلفظها الثاني . لذا فالرواية الثانية للطوسي المتوفي 460 هجري هي مصحفة من رواية النعماني المتوفي 360 هجري .
لو تنزلنا وقلنا بوجود كلمة الولد في الرواية فيمكن حمل ذلك على ارادة المبالغة في بيان زيادة الخفاء .
مناقشة الدليل الثاني : 
ان الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد 406 لم يذكر اسناد لهذا الدعاء وايضا يمكن حمل الذرية والولد على ما بعد الظهور المبارك .
مناقشة الدليل الثالث :لا يوجد ظهور في عبارة ( ال بيتك ) يدل على ان الامام (عجل الله فرجه) له ولد والعبارة مجملة من هذه الناحية .
مناقشة الدليل الرابع : نفس المناقشة في الدليل الثاني .
مناقشة الدليل الخامس : هو نفس الدليل 2 والمناقشة هي هي .
مناقشة الدليل السادس : ان الجزيرة الخضرة ليست رواية وانما هي قصة لا يمكن الاعتماد عليها وهي شبيهة بالاسطورة مضافا الى انه يوجد فيها عدة مضامين لا يمكن الالتزام بها من قبيل نزول القرآن على سبعة احرف وغير ذلك .
مناقشة الدليل السابع : لم نعثر على ما نسب الى الكفعمي في مصباحه من وجود زوجة للامام (عجل الله فرجه) وعلى فرض وجوده فهو مخالف لما عليه العلماء من عدم ثبوت زوجة للامام (عجل الله فرجه) في عصر الغيبة الكبرى .
مناقشة الدليل الثامن : لا دلالة على وجود الولد زمن الغيبة ويمكن ان يكون ذلك بعد الظهور .
مناقشة الدليل التاسع: 
1- الرواية ضعيفة السند . 
2- لم يتضح مرجع الضمير في عبارة ( فليسلمها الى ابنه ) فتكون العبارة مجملة 
3- شمول الرواية على ما هو مخالف لمذهب الامامية من وجود اثني عشر مهديا .
بعد الامام المهدي (عجل الله فرجه)
مناقشة الدليل العاشر : نفس المناقشة في الفقرة (8) .
مناقشة الدليل الحادي عشر : 
1- الرواية ضعيفة السند . 
2- يمكن ان تحمل على ما بعد الظهور .
مناقشة الدليل 12: نفس مناقشة الدليل 8
مناقشة الدليل 13 :1- لا يمكن اثبات سند الدعاء . 
2-يمكن حمله الذرية والولد على ما بعد الظهور .
مناقشة الدليل 14 : قد يكون المقصود من قوله (عجل الله فرجه) (طردنا من ديارنا وابنائنا ) انه يتكلم على لسان الائمة (عليهم السلام) فأنهم شردوا عن اوطانهم وابنائهم وليس فيه دلالة على وجود ولد للمهدي (عجل الله فرجه).
مناقشة الدليل 15 : العبارة ليست هي (فعندما يظهر ابن المهدي ) وانما ورد في المصدر (ثم يظهر ابن النبي المهدي ) راجع بحار الانوار 51/ 163 ، مشارق انوار اليقين 196 ، الزام الناصب 2/148 . 
واما المقصود من قوله (عليه السلام) فاذا ظهر السفياني  اختفى المهدي فهو يدل على اختفاء الامام (عليه السلام) في المدينة بعد ظهوره الاول وقبل خروجه وليس في الرواية أي اشارة الى انه مهدي ثان غير الامام (عليه السلام) .
مناقشة الدليل 16 : ان معنى الاهل في قوله (عليه السلام) : (الغائب عن اهله) لا يمكن ان نستدل به على وجود الزوجة والاولاد  لانه اعم من المدعي حيث ان الاهل تطلق على الاباء والعشيرة والاقارب والزوجة ولا يوجد تعيين في خصوص الزوجة فتكون الرواية مجملة من هذه الناحية .
مناقشة الدليل 17 : لا يوجد فيما ذكر اية اشارة الى نزول الملائكة على اولاد المهدي (عجل الله فرجه) فضلا عن ثبوت الاول بل على العكس فأن فقرة (ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس الى موالاتنا) الواردة في الرواية تدل على ان هؤلاء شيعة أي ليسوا اولاد للمهدي (عجل الله فرجه) فالمقصود بأثني عشر مهديا انهم قوم من شيعتنا صلحاء .
مناقشة الدليل 18 : 1- الرواية ضعيفة بمعمر بن خلاد فأنه لم يوثق . 
2- لم يتضح المقصود من فقرة (فتهدى الى ابن صاحب الوصيات) فلا يمكن الجزم بأنه صاحب الوصيات هو المهدي فتبقى الفقرة مجملة ولا يصح الاستدلال بها .
مناقشة الدليل 19 :
المقصود بفقرة (الاوصياء من عترته بعد قائمهم الواردة في الدعاء) هو الائمة المعصومين في الرجعة بقرينة فقرة (الممدود بالنصرة يوم الكرة) المتقدمة في الدعاء . ولا دلالة فيها على وجود اولاد للمهدي (عجل الله فرجه) بعده .
مناقشة الدليل 20 :
1- الرواية ضعيفة السند . 
2- لا دلالة فيها على وجود اولاد للمهدي (عجل الله فرجه) حيث يمكن ان يكون المقصود من قول الامام العسكري (عليه السلام) (اسباطنا خلفاء الدين) هو يتكلم على لسان الائمة المعصومين (عليه السلام) فيكون لكل واحد منهم سبط يخدم الدين عدا الامام العسكري (عليه السلام) والمهدي(عجل الله فرجه). 
ودمتم في رعاية الله

المصدر:
http://www.aqaed.org/faq/7143/

جواب مركز الأبحاث العقائدية : العلة في عدم تعيين قائد بعد غيبة الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف

لسؤال: علة عدم تعين الإمام (عجل الله فرجه) قائدا ً للمسلمين زمن الغيبة الكبرى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نؤمن نحن الشيعة الإمامية الإثني عشرية بأن رسول الله لايمكن أن يترك أمته من بعده دون قائد ولذلك فنحن نقول بولاية أمير المؤمنين وأهل بيته من بعده وإمامتهم وخلافتهم للنصوص القطعية الواردة في ذلك ولكن حينما جاء الدور للإمام المهدي المنتظر صاحب العصر والزمان عجل اللهم فرجه الشريف وشاء الله غيبته فقد الناس إمامهم وقائدهم ولكن كان هناك من يتصل به في الغيبة الصغرى وهم السفراء الأربعة ومن بعد الغيبة الصغرى وقعت الغيبة الكبرى وأحال الإمام شيعته للفقهاء العدول وهم الحاملون لأحاديث العترة وعلومهم والمبينيين لأحكام دين الله ولكن ظل المسلمون عامة والشيعة خاصة دون قائد سياسي طيلة قرون حتى بدأ بعض العلماء بداية من النراقي والكركي بالقول بولاية الفقيه المطلقة بصفته نائبا عن المعصوم ولكن لا يوجد نص صريح في ذلك فكيف يغيب المعصوم دون أن يبين لهم القائد أو الخليفة الذي بعده كي يحفظ الأمة من الضياع؟
وإذا قلنا باستحالة ذلك في النبي وأنه قد أوصى للإمامة من بعده لعلي وأن الإمامة سلطة زمنية وروحية فكيف نقتصر على السلطة الروحية للفقهاء في عصر الغيبة؟
فإذا جاز أن يترك الناس دون قائد يسوسهم جاز ذلك أيضا بعد النبي وعليه تكون إمامة أمير المؤمنين وأبناؤه من بعده ولاية روحية فقط وإذا لم يجز فمن هو؟
وإذا قلنا بأن الفقهاء هم خلفاء المعصوم فمن منهم يتأهل للخلافة والنيابة؟ ومن يعينه؟
هل عن طريق الشورى أم النص؟ وما الدليل على ذلك؟
ثم كيف كان أئمة أهل البيت يتعاملون مع السلطات الغاشمة وهم يعتقدون بأنهم المستحقون للخلافة؟ هل يعارضون ويحاربون النظام أم يعملون من خلاله للإصلاح في حال الأمة؟
وكيف كان يتعامل الفقهاء مع السلطات القائمة بعد غيبة الإمام الثاني عشر؟ هل يعارضون فقط دون أن يكون لهم قائد يسندون إليه الخلافة أو السلطة ولقد كان الشيعة على مر العصور ثوارا ومعارضين للسلطات الظالمة ومع أن المعصوم كان غائبا لكنهم لم يكونوا يمتلكون نظرية واضحة في كيفية إسناد السلطو وتداولها؟
فما ذا لو كان تم لهم ذلك كما تم في بعض المناطق كالحمدانيين وبني مرداس في حلب وبني عقيل في العراق والعيونيين والعصفوريين في البحرين؟
وكيف يحق لهم الحكم دون الاستناد لنظرية واضحة ونظام موحد يستند لنصوص قطعية؟
ودمتم في رعاية الله
الجواب:
الأخ بندر العمري المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- عندما نلاحظ القيادة السياسية , أو القيادة الإجتماعية نجدها ضرورة من ضرورات الحياة أملتها الحاجة الماسة , وهذا المعنى أي الحاجة إلى القيادة يمكن ملاحظته في كل دوائر الحياة من الأسرة إلى القبيلة إلى الشعب إلى الأمة , ولا يختلف إثنان في ضرورة وجود القيادة لهذه التجمعات عقلا ً ونقلا ً .
2- لا يصح الفصل بين القيادتين التشريعية والتنفيذية عند وجود المعصوم في الأمة , لأنّ غاية التشريع هو تمامية التطبيق , وهذا الأمر لا يتوفر إلاّ في ظل ولاية المعصوم , ومن هنا كان الأنبياء والائمة (عليهم السلام) يتصدون للجانب التنفيذي في الدولة عندما تتهيأ لهم الظروف الموضوعية لذلك , بل مهمة القيادة والجانب التطبيقي هي الغاية من بعث الأنبياء وإرسال الرسل وتنصيب الائمة , قال تعالى : (( وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة )) ( البقر- 30), فهذا الكلام جاء في حق أول الأنبياء الذين أرادهم الله سبحانه على وجه هذه البسيطة وهو آدم (عليه السلام) والذي يفسر المراد بكلمة ((خليفة)) هنا بالحكم أو المرجعية السياسية قوله تعالى في آية أخرى لداوود (عليه السلام) : (( ياداوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ))(سورة ص /26).
فتبين أن جعل الخليفة في الأرض إنما هو لغرض تطبيق شريعة السماء والحكم بين الناس بالحق ... مع ملاحظة أن هذا الإستخلاف المشار إليه في الآية (30) من سورة البقرة ليس بنحو الإستخلاف العام لنوع البشر الذي يكون الهدف منه إعمار الأرض والعالم وإنما هو إستخلاف خاص يرتبط بالعلم اللدنّي الذي خصه المولى سبحانه بفئة خاصة منتخبة من البشر , وهو ما أشارت إليه الآية عند بيان علّة جعل آدم (ع) خليفة في الأرض عند الحجاج مع الملائكة والمراد بها العلم الخاص الذي منحه الله تعالى إيّاه , قال سبحانه : (( وعلّم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ))(البقرة - 31).
وهناك آيات أفخر كآيات الخمس والأنفال والفيء التي تشير إلى سلطة النبي (صلى الله عليه وآله ) والإمام (عليه السلام) على هذه الموارد المالية , وهي بحسب الأرقام ضخمة وكبيرة جدا تفوق حاجته الشخصية , ولا يعقل أنها جعلت له بلحاظ إحتياجاته هذه فقط دون النظر إلى وظيفته كحاكم وقائد سياسي يحتاج إلى الأموال الكبيرة لغرض تسيير شؤون دولته .. وأيضا ً هناك آيات الولاية العامة الكثيرة مثل قوله تعالى : (( النبي أولى بالمؤمنين من انفسهم )) , (( اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الأمر منكم )) وغيرها التي تشير إلى عدم الفصل بين مقام القيادة التشريعية الروحية ومقام القيادة السياسية التنفيذية .
3- لقد أوكل الائمة (عليهم السلام ) قيادة الأمة في حال غيبتهم إلى الفقهاء العدول الذين يروون أحاديثهم ويستنبطون الأحكام منها . وللفقيه الولاية بحسب بسط يده , وهذه نظرية مشهورة بين علماء الإمامية , فلاحظ ما ذكروه في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما صرّح بذلك المفيد في أوائل المقالات وغيره من الفقهاء , فهم يقومون بالرقابة التنفيذية على شؤون الحاكمين إذا أتيح لهم المجال وفي حالات عدم بسط اليد لا تكون الولاية لغير الفقيه ,لأن بسط اليد من قبيل قيد الواجب وهو فرض إمكانية تنفيذ الوظيفة .
4- نعم قد تسأل لمَ نصَّ النبي (صلى الله عليه وآله ) على إسم من يخلفه في القيادة وهكذا كان الشأن في الائمة (عليهم السلام ) ولم يفعل ذلك الإمام المهدي (عج) بعد إنتهاء الغيبة الصغرى وإنتهاء عهد السفراء الأربعة , فنقول أن الإمام المهدي (عج) إنما فعل ذلك بعد أن ترسخت عند الأمة قواعد الرجوع إلى الائمة (عليهم السلام)بالإعتقاد والعمل بفعل القرون الثلاثة - وهي مدة وجود الائمة (عليهم السلام ) بين ظهراني المسلمين - ولم تعد هذه المسألة , أي مسألة المرجعية الدينية والسياسية ومشروعيتها عند المسلمين خافية المعالم , بل نجد أن أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في زمن الإمام الصادق (عليه السلام) يشككون في صحة رفع المنازعات إلى السلطان الحاكم ويسألون عن ذلك الائمة (عليهم السلام) فيصوبوا لهم الرأي في هذه القضية , فعن عمر بن حنظلة قال : (( سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطة وإلى القضاة أيحل ذلك ؟ قال : من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى الطاغوت , وما يحكم له فإنما يأخذ سحتاً , وإن كان حقا ً ثابتا ً له , لأنه أخذه بحكم الطاغوت , وقد أمر الله أن يكفر به )), قال الله تعالى : (( يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ))..., قلت : فكيف يصنعان ؟ قال : ينظران إلى من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكما ً فإني قد جعلته عليكم حاكما ً فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه فإنما استخف بحكم الله وعلينا رد والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله )) (الكافي -1/67) , وفي معنى هذه الرواية روايات أخر كثيرة .
فيتبين من ذلك أن في زمن الغيبة الكبرى وصلت الطائفة إلى حد لا يخشى عليها من الزوال وأصبح عندها مقومات البقاء إلى أن يأذن الله بالنصر .
ودمتم في رعاية الله