يستشهد مدعو السفارة بكثرة بالأحلام و الرؤى ! لكنها في الحقيقة ليست بحجة في المسائل الدينية خصوصا العقائد الإسلامية , التي لا يصح الإعتقاد بها - أي العقائد الإسلامية - إلا عند حصول اليقين و العلم .. خصوصا في دعوى كدعوى وصاية الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف , لكن نورد رد الشيخ السند حفظه الله حول ذلك من كتابه القيم (الغيبة الكبرى و دعوى السفارة) :
إن الرؤيا بعنوان الوحي النبوي ليست مصدراً للتشريع إلاّ للأنبياء
والرسل خاصة.
وروى السيد البحراني في تفسيره عن
الصدوق بسنده عن الحسن بن علي بن فضال، قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه
السلام عن معنى قول النبي صلى الله عليه وآله: (أنا ابن الذبيحين)؟ قال: (يعني
إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام وعبد الله بن عبد المطلب، أما إسماعيل فهو الغلام
الحليم الذي بشَّر الله تعالى به إبراهيم عليه السلام ((فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي
الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما
تُؤْمَرُ)) ولم يقل له: يا أبتِ افعل ما رأيت...)(2) الحديث.
وبهذا المضمون عدّة روايات.
أي يريد كل واحد من هؤلاء الذين لم
يؤمنوا أن يكون رسولاً يوحى إليه أو لعلَّه تفسير لقوله تعالى: ((وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الأَْرْضِ
يَنْبُوعاً * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ
الأَْنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً * أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا
كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً * أَوْ يَكُونَ لَكَ
بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ
حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ
إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً))(4).
وروى الكليني بسنده عن زرارة قال: سألت
أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: ((وَكانَ رَسُولاً
نَبِيًّا))(5) ما الرسول وما النبي؟ قال: (النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا
يعاين الملك، والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك)، قلت: الإمام
ما منزلته؟ قال: (يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك)، ثمّ تلا هذه الآية:
(((وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا
نَبِيٍّ))(6))(7).
وروى أيضاً بسنده عن الحسن بن العبّاس
المعروفي أنه كتب إلى الرضا عليه السلام: جُعلت فداك أخبرني ما الفرق بين الرسول
والنبي والإمام؟ قال: فكتب أو قال: (الفرق بين الرسول والنبي والإمام أن الرسول
الذي ينزل عليه جبرئيل فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحي، وربما رأى في منامه نحو
رؤيا إبراهيم عليه السلام، والنبي ربما سمع الكلام وربما رأى الشخص ولم يسمع،
والإمام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص)(8).
وبهذا المضمون عدّة روايات أخرى.
وروى الكليني بسنده عن ابن أذينة عن
أبي عبد الله (الصادق) عليه السلام قال: قال: (ما تروي هذه الناصبة؟)، فقلت: جعلت
فداك فيما ذا؟ فقال: (في أذانهم وركوعهم وسجودهم)، فقلت: إنهم يقولون: إن اُبي بن
كعب رآه في النوم، فقال: (كذبوا فإن دين الله عز وجل أعز من أن يرى في النوم) قال:
فقال له سدير السيرفي: جُعلت فداك فأحدث لنا من ذلك ذكراً، فقال أبو عبد الله عليه
السلام: (إن الله عز وجل لمّا عرج بنبيّه صلى الله عليه وآله إلى سماواته
السبع...)(10) الحديث، ثمّ ذكر عليه السلام تفصيل
ذلك.
وقال العلامة المجلسي قدس سره: قد ورد
بأسانيد صحيحة عن الصادق عليه السلام في حديث الأذان أن (دين الله تبارك وتعالى
أعزُّ من أن يرى في النوم) وقال: المراد أنه لا يثبت أصل شرعية الأحكام بالنوم بل
إنما هي بالوحي الجلي(11).
وقد اتّضح أن المقصود من أن الرؤيا ليست مصدراً للشريعة إلاّ للأنبياء
خاصة أن الرؤيا المشتملة على الأمر والنهي هي أحد أقسام الوحي الإلهي للأنبياء، ومن
المعلوم أنه مخصوص بمن ينبئ من الله عز وجل.
أما الرؤيا الصادقة المشتملة على حكاية وقائع مستقبلية أي التي يكون
مضمونها الأخبار _ بخلاف الرؤيا الأولى التي يكون مضمونها الإنشاء التشريعي الإلهي
_ فهذه أيضاً تحصل للأنبياء والرسل وهي تكون صادقة دائماً لديهم.
قال تعالى: ((إِذْ
قالَ يُوسُفُ لأَِبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ * قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ
رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ...))(12) الآية، وهذه التي فيها التأويل
والتعبير.
قال تعالى على لسان يعقوب عليه السلام
مخاطباً يوسف عليه السلام: ((وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ
وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَْحادِيثِ))(13).
وقال تعالى: ((وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً
لِلنَّاسِ))(14) ، وقال: ((لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ
الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ
آمِنِينَ)).(15)
حيث رآى النبي صلى الله عليه وآله ذلك عام الحديبية وهي سنة الست من
الهجرة وصدقت العام الذي بعده.
هذا وقد بحث علماء الكلام (وهو العلم
الباحث عن أصول العقائد) عن طريق معرفة النبي أنه مبعوث واطمئنانه بذلك وعن كيفية
العصمة في الوحي وتلقيه ومجمل الأدلّة العقلية في ذلك هي بعينها الأدلّة الدالة على
ضرورة بعث الله عز وجل الرسل والأنبياء لهداية عباده فهي على ضرورة تأييد الأنبياء
وحفظهم وعصمتهم وفي نهج البلاغة عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: (وقد قرن
الله به صلى الله عليه وآله من لدن إن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق
المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره)(16).
واستفاضت الروايات بأنه صلى الله عليه وآله لم يزل مؤيّداً بروح القدس
يكلّمه ويسمع صوته ويرى الرؤيا الصادقة حتّى بعثه الله نبياً ورسولاً.
وقد سأل أصحاب الأئمّة عن ذلك، فعن
زرارة بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف لم يخف رسول الله صلى الله
عليه وآله فيما يأتيه من قبل الله أن يكون مما ينزغ به الشيطان؟ فقال: (إن الله إذا
اتخذ عبداً رسولاً أنزل عليه السكينة والوقار، فكان الذي يأتيه من قبل الله مثل ما
يراه بعينه)(17).
وروى الكليني بسنده عن بُريد أنه سأل
أبا جعفر (الباقر) وأبا عبد الله الصادق عليهما السلام قال: قلت: فما الرسول والنبي
والمحدّث؟ قال: (الرسول الذي يظهر له الملك فيكلمه، والنبي هو الذي يرى في منامه،
وربما اجتمعت النبوة والرسالة لواحد، والمحدّث الذي يسمع الصوت ولا يرى الصورة)،
قال: قلت: أصلحك الله كيف يعلم أن الذي رأى في النوم حق وأنه من الملك؟ قال: (يوفق
حتّى يعرفه، لقد ختم الله بكتابكم الكتب، وختم بنبيّكم
الأنبياء)(18).
وروي عن محمّد بن هارون، عن أبي عبد
الله عليه السلام قال: (ما علم رسول الله أن جبرئيل من عند الله إلاّ
بالتوفيق)(19).
وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: ((وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ
نَزَلَ))(20). فالوحي إنزال حق ومعصوم، وفي تلقي الرسول إيّاه حق ومعصوم، وقال عزَّ
من قائل: ((وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ وَما يَنْبَغِي
لَهُمْ وَما يَسْتَطِيعُونَ))(21).
إذا تنبّهت إلى مجمل ما سبق يتّضح لك أن غير المعصوم من سائر الناس ليس
له أيّ حظّ من الرؤيا من النحو الأوّل وهي ما يكون فيها إنشاء أيّ أوامر ونواهي
إلهية ونحوها من الأحكام الشرعية، وإن توهم ذلك متوهم فليستيقن بأن ذلك من الشياطين
وقد أشار القرآن الكريم إلى عدّة من أفعال الشياطين.
ومنها: النزول على الأفّاك (أي الكذّاب
المفتري) الآثم كما في قوله تعالى: ((هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى
مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ * تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ
أَثِيمٍ))(23).
ومنها: الاستهواء كما في قوله تعالى:
((كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الأَْرْضِ
حَيْرانَ))(24).
ومنها: النزغ كما في قوله تعالى:
((وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ
بِاللَّهِ))(25).
ومنها: المسّ كما في قوله تعالى:
((إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ
الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا))(26).
ومنها: الأز كما في قوله تعالى: ((أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ
تَؤُزُّهُمْ أَزًّا))(27).
ومنها: الإلقاء كما في قوله تعالى:
((لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي
قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ))(28).
ومنها: الإيحاء كما في قوله تعالى: ((إِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ
وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ))(29)، وغير ذلك من الآيات.
وعن الباقر عليه السلام قال: (لمّا
ترون من بعثه الله عز وجل للشقاء على أهل الضلالة من أجناد الشياطين وأرواحهم أكثر
مما ترون مع خليفة الله الذي بعثه للعدل والصواب للملائكة)، قيل: يا أبا جعفر، وكيف
يكون شيء أكثر من الملائكة؟ قال: (كما يشاء الله عز وجل). قال السائل: يا أبا جعفر
إنّي لو حدّثت بعض أصحابنا الشيعة بهذا الحديث لأنكروه، قال: (كيف ينكرونه؟)، قال:
يقولون: إن الملائكة أكثر من الشياطين. قال: (صدقت افهم عنّي ما أقول لك: إنه ليس
من يوم ولا ليلة إلاّ وجميع الجن والشياطين تزور أئمّة الضلالة، وتزور أئمّة الهدى
عددهم من الملائكة، حتّى إذا أتت ليلة القدر فيهبط فيها من الملائكة إلى ولي الأمر
قيض الله عز وجل من الشياطين بعددهم، ثمّ زاروا ولي الضلالة فأتوه بالإفك والكذب
حتّى لعلَّه يصبح فيقول: رأيت كذا وكذا، فلو سئل ولي الأمر عن ذلك لقال: رأيت
شيطاناً أخبرك بكذا وكذا حتّى يفسّر له تفسيراً ويعلّمه الضلالة التي هو
عليها)(30).
والهمز كالعصر، والنزغ الجذب للشيء من مقره، والمسّ كاللمس، والأز
كالهز، وهذه الأفعال توردها الشياطين في القلوب بتوسط الخواطر والواردات والميول
والتجاذب النفسي.
وعن كتاب (مجالس
الصدوق)(31) بسنده عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته
يقول: (إن لإبليس شيطاناً يقال له: (هزع) يملأ المشرق والمغرب في كل ليلة يأتي
الناس في المنام، ولهذا يرى الأضغاث).
نعم، الرؤيا من القسم الثاني وهي
المتضمنة للأخبار والحكاية عن الوقائع المستقبلة، فلغير المعصوم حظّ يسير منها بحسب
تقواه وصدق حديثه ولسانه وصفاء قلبه، فعن الصدوق (علي بن بابويه) بسند عن الكاظم عن
أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (الرؤيا ثلاثة:
بشرى من الله، وتحزين من الشياطين، والذي يحدّث به الإنسان نفسه فيراه في
منامه)(32)، وقال صلى الله عليه وآله: (الرؤيا من الله والحلم من
الشيطان)(33).
ولا تخفى دلالة الرواية على أن الرؤيا الصادقة التي هي نصيب غير المعصوم
هي ما تكون بشرى، أي حاكية ومخبرة، أي من القسم الثاني لا الأوّل، وهي المتضمنة
للإنشاء والتشريع.
ومثل ذلك مفاد الرواية عن الباقر عليه
السلام، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: أتى رجل من أهل البادية رسول الله صلى
الله عليه وآله فقال: يا رسول الله أخبرني عن قول الله: ((الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرى فِي
الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآْخِرَةِ))(34)، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (أما قوله: ((لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا)) فهي الرؤيا
الحسنة ترى للمؤمن فيبشّر بها في دنياه، وأما قوله: ((وَفِي
الآْخِرَةِ)) فإنها بشارة للمؤمن عند الموت إن الله غفر لك ولمن يحملك إلى
قبرك)(35).
وروى الكليني بسنده عن أبي الحسن عليه
السلام قال: (إن الأحلام لم تكن في ما مضى في أوّل الخلق وإنما حدثت)، فقلت: وما
العلّة في ذلك؟ فقال: (إن الله عزَّ ذكره بعث رسولاً إلى أهل زمانه فدعاهم إلى
عبادة الله وطاعته، فقالوا: إن فعلنا ذلك فما لنا؟ فوالله ما أنت بأكثرنا مالاً ولا
بأعزّنا عشيرة، فقال: إن أطعتموني أدخلكم الله الجنّة وإن عصيتموني أدخلكم الله إلى
النار. فقالوا: وما الجنّة وما النار؟ فوصف لهم ذلك فقالوا: متى نصير إلى ذلك؟
فقال: إذا متّم. فقالوا: لقد رأينا أمواتنا صاروا عظاماً ورفاتاً، فازدادوا له
تكذيباً وبه استخفافاً، فأحدث الله عز وجل فيهم الأحلام، فأتوه فأخبروه بما رأوا
وما أنكروا من ذلك. فقال: إن الله عزَّ ذكره أراد أن يحتجَّ عليكم بهذا، هكذا تكون
أرواحكم إذا متّم، وإن بليت أبدانكم تصير الأرواح إلى عقاب حتّى تبعث
الأبدان)(36).
وإذا عرفت أن الرؤيا التي هي من نحو
الأخبار على ثلاثة أقسام: صادقة، وكاذبة، وتخيّلات، يتّضح لك عدم دوام الصدق فيها
ففي كتاب (التوحيد)(37) للمفضل بن عمر الجعفي قال له الإمام الصادق عليه
السلام: (فكّر يا مفضل في الأحلام كيف دُبّر الأمر فيها، فمزج صادقها بكاذبها،
فإنها لو كانت كلّها تصدق لكان الناس كلّهم أنبياء، ولو كانت كلّها تكذب لم يكن
فيها منفعة، بل كانت فضلاً لا معنى له، فصارت تصدق أحياناً فينتفع بها الناس في
مصلحة يهتدى لها، أو مضرّة يتحذر منها، وتكذب كثيراً لئلاّ يعتمد عليها كل
الاعتماد).
وعن كتاب (بصائر
الدرجات)(38) في قصة الحسن بن عبد الله الرافقي (الواقفي) الزاهد
العابد، حيث كان يلقاه السلطان فيستقبله بالكلام الصعب يعظه ويأمره بالمعروف، وكان
يحتمله لصلاحه، فلم يزل حاله حتّى اهتدى للمعرفة على يد الإمام الكاظم عليه السلام
في لقاءات متعددة، وكان يرى الرؤيا الحسنة وترى له، ثمّ انقطعت عنه الرؤيا، فرأى
ليلة أبا عبد الله عليه السلام فيما يرى النائم فشكى إليه انقطاع الرؤيا، فقال: (لا
تغتم فإن المؤمن إذا رسخ في الإيمان رفع عنه الرؤيا).
ولعلَّ ذلك مراد ما حكاه الشيخ المفيد
قال: (وقد كان شيخي رضي الله عنه قال لي: إن كل من كثر علمه واتّسع فهمه قلَّت
مناماته)(39).
وعن كتاب (ثواب
الأعمال)(40) للصدوق قدس سره بسنده عن هشام بن أحمد، وعبد الله ابن
مسكان، ومحمّد بن مروان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (ثلاثة يعذّبون يوم
القيامة: من صوَّر صورة من الحيوان حتّى ينفخ فيها وليس بنافخ فيها، والذي يكذب في
منامه يعذّب حتّى يعقد بين شعيرتين وليس بعاقدهما، والمستمع من قوم وهم له كارهون
يصبُّ في أذنيه الإنك وهو الأسرب (الرصاص)).
المصدر:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق