بيان حول الدعاوى المهدوية
المفتعلة
بسمه تعالى
لاشك أن
الدعاوي المهدوية التي ظهرت مؤخراً في العراق باطلة وهزيلة ومخجلة في بلد كالعراق
وضالة ومضلة والمدعون لها كذاّبون دجالون , يجب على المؤمنين تكذيبهم والاجتناب
عنهم لأنهم منحرفون ومسيئون للمذهب وهدفهم استغلال البسطاء من الناس بالمال
وإبعادهم عن الطريق القويم وزرع الفتنة وإيجاد البلبلة في البلد
.
وليعلم الناس أن ظهور الأمام (عج) بيد الله تعالى فلا احد
يعلم بوقت ظهوره إلا الله عز وجل , وكل من يحدد وقت ظهوره فهو كذاب , كما ورد عنه
(ع) في أجوبته عن أسئلة إسحاق بن يعقوب (( ... وأما ظهور الفرج فانه إلى الله تعالى
ذكره وكذب الوقاتون ... )) , وكذلك من يدعي انه رسول من قبله (ع) أو انه يلتقي به ،
فهو كذاب ودجال , وقد ورد في روايات الأئمة (ع) أن كل من يدعي رؤية إمام العصر فعلى
الناس أن يكذبوه ولا يصدقوه فما ظنك بدعوى الرسالة عنه.
وأما إذا ظهر
(ع) فظهوره يكون اكبر حدث يقع على الكرة الأرضية لتهتز بكافة إرجائها ، وليستيقظ
العالم بأسره ويسمع صوت دعوته إلى الأيمان بالله وحده لا شريك له ورسالة رسوله (ص)
و ولاية علي بن أبي طالب وأولاده الطاهرين ( عليهم أفضل الصلاة والسلام ) ، وفي نفس
الوقت يأتي (ع) بمعجزات تبهر العالم ككل , وتفوق كافة التقنيات المتطورة في
المجالات المختلفة الموجودة في العصر الحاضر ولهذا يؤمن العلماء والمثقفون
والمفكرون به (ع) ويصدقون بان ما أتى به (ع) من المعاجز خارج عن قدرة البشر وبذلك
يسيطر على العالم ككل ويحكم البلاد بكافة قاراتها على أساس الحاكمية لله وحده لا
شريك له وهي حكومة العدل الإلهي.
وأما ما يظهر
بين آونة وأخرى من الدعاوي المهدوية المختلفة فإنها دعاوي باطلة ومنحرفة وهزيلة
أساءت بإمام العصر( عج ) ومكانته العالية الشريفة ومقامه العظيم
.
وغير خفي إن للأوضاع التي تمر على البلد دورا أساسيا في
ظهور هذه الدعاوي الخطيرة والفتن , وهي كالتالي:
1. البطالة
وفقدان فرص العمل في البلد.
2. انعدام
الوعي و الثقافة الدينية بين الناس في هذه المسالة ولاسيما بين
الشباب.
3. يأس الناس عن
الحكومة ومجلس النواب من جهة عدم الاهتمام الجاد بالخدمات الأولية الحياتية لهم
كالكهرباء والسكن والمياه الصالحة للشرب وغيرها في طول هذه الفترة الزمنية وهي خمس
سنوات تقريبا , حيث أن بإمكان الحكومة في هذه الفترة الطويلة أن تقوم بإنشاء محطات
كهربائية في المحافظات الآمنة ومجمعات سكنية فيها للفقراء والمحرومين وبيعها عليهم
بالأقساط طويلة الأمد كما هو المتعارف في جميع البلدان النامية , وهذا من أحد
العوامل لإيجاد فرص العمل للعاطلين , و من الواضح إن له دورا كبيرا في استقرار البلد وأمنه وحسن ظن
الشعب بالحكومة ، لأن هذه الخدمات تخفف من آلام الشعب وتزودهم
بالثقة.
4. عدم صرامة
الحكومة مع الإرهابيين والقتلة والمشاغبين والمنحرفين في البلد , إذ على الحكومة أن
تدفن أية فتنة تظهر في مكانها قبل انتشارها.
5. اختلاف
الكتل السياسية والأحزاب على المصالح الذاتية والأغراض الحزبية الضيقة بدون الأخذ
بنظر الاعتبار مصالح البلد والشعب ككل .
6. الفساد
الإداري والمالي من جهة واختلاف الرواتب العشوائية من جهة أخرى , ولكل من هذه
العوامل دور كبير في ظهور هذه الدعاوي المنحرفة و المضلة والهزيلة والمخجلة من هنا
وهناك.
وفي الختام
نسأل الله تعالى أن يعم الخير والسلام أرجاء عراقنا الحبيب وأن يحفظ المؤمنين من
كيد الأعداء الظالمين ، أنه سميع مجيب .
مكتب سماحة المرجع الديني الشيخ الفياض (دام
ظله)
النجف الأشرف
16 محرم 1428 هجري
المصدر:
http://www.alfayadh.com/site/index.php?show=news&action=article&id=41
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق