الثلاثاء، 26 مارس 2013

مركز الأبحاث العقائدية : جواب حول بعض الروايات التي يستشهد بها المدعون

لسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية نشكركم لما تقدّموه لنا و جزاكم الله خير الجزاء.
هنالك حركة في العراق يسمونها هم " دعوة " والتي تدعي لشخص يقال إسمه " أحمد الحسن " . فيقولون هذا هو اليماني و ابن المهدي و وصيه و رسوله !!!
فأحدهم إتصل بي و دعاني إليها سارداً الأدلة، كما دخلت في غرفتهم في البالتولك و طلبت منهم الحوار في الموضوع. و من ناحية أخرى اسعاف الاخوة الموالين بالادلة لكي لاينجرّوا أو يُخدعوا من قبل اصحاب هذه الحركة. 
هؤلاء مثلهم مثل الوهابيين لأنّهم يهاجمون علمائنا و سادتنا الكرام ولذا هاجمناهم (أنا شخصيّاً وبعض الأخوة ممن دخولوا معي في الروم للرد عليهم) و ردّينا أباطيلهم بالعقل و النقل و لله الحمد. كما عند ذكرهم للرسول صلوات الله عليه وآله يكتفون بذكر اسمه و لم يصلّوا عليه . مثلاً يقولون " محمّد وصّى به " أو " نحن مع محمّد و أهل بيته " و تركيبات أخرى تؤذينا لأنّهم لا يحترمون حبيب الله صلوات الله عليه وآله.
فكان بودي احاطتكم علماً ببعض الأدلة التي يقيمون دعوتهم عليها، و البعض الآخر التي لم نفهما نحن حيث نحتاج الى شرحكم العلمائي المتين :
أولاً: قال رسول الله (ص) : طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتدٍ به قبل قيامه، يتولّى وليه، ويتبرّأ من عدوه، ويتولى الأئمة الهادية من قبله، أولئك رفقائي وذوو ودّي ومودتي، وأكرم . انتهى .
لم يذكروا المصدر.
ثانياً: ورد في الرواية عن الباقر(ع) (وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى، لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) انتهى . الغيبة - محمد بن ابراهيم النعماني ص 264 .
ثالثاً: عن ثوبان عن النبي (ص) قال: إذا رأيتم الرايات السود من خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي . انتهى .
المهدي المنتظر الموعود باب24 ص67
رابعاً: قال رسول الله ص لفاطمة ع : ... علي افضل امتي وحمزة وجعفر هذان افضل امتي بعد علي وبعدك وبعد ابني وسبطي الحسن والحسين وبعد الاوصياء من ولد ابني هذا _ واشار الى الحسين ع _ منهم المهدي. والذي قبله افضل منه، الاول خير من الآخر لأنه امامه، والآخر وصي الاول. انتهى . سليم ابن قيس ص 134
خامساً: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين أحداهما تطول حتى يقول بعضهم : قتل ويقول بعضهم : ذهب حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لايطلع على موضعه أحد من ولده ولاغيره إلا المولى الذي يلي أمره . انتهى . غيبة الطوسي ص162 .
سادساً: إبنه أول المقربين (المهديين) له ثلاثة أسامي أسم كاسمي وأسم أبي وهو عبد الله وأحمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين . انتهى . يـــــدّعون هذا هــو " احمد الحسن" .
أعتقد يقولون هذه الرواية في بحار الأنوار .
سابعاً: إنه يبايع بين الركن والمقام اسمه أحمد وعبد الله والمهدي فهذه أسماءه ثلاثتها . انتهى . غيبة الطوسي ص305
ثامناً: يقتل عنذ كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا تصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونهم قتالاً لا يقاتله قوم ثم ذكر شاباً فقال إذا رأيتموه فبايعوه فإنه خليفة المهدي . انتهى . بشارة الأسلام ص 30-31 .
تاسعاً: قال رسول الله (ص) في خبر طويل ... ثم ضرب بيده على الحسين عليه السلام فقال يا سلمان، مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما من ولد هذا. إمام بن إمام، عالم بن عالم، وصي بن وصي، أبوه الذي يليه إمام وصي عالم. قال: قلت: يا نبي الله، المهدي أفضل أم أبوه ؟ قال: أبوه أفضل منه. للأول مثل أجورهم كلهم لأن الله هداهم به . انتهى . كتاب سليم،ص430-431 بتحقيق الانصاري الزنجاني
سادتي الكرام
كانت هذه بعض الرّوايات التي يستدل به هؤلاء .
فمن الرّواية الخامسة والى التّاسعة كانت لدينا بعض المشاكل في فهمها و طلبنا منهم اتاحتنا بعض الوقت للرد وقبلوا ذلك.
و أذكر لكم النقاط التي يستدلون بها و التي لم يسعفنا علمنا المتواضع :
في الرّواية الخامسة : يدّعون عبارة " المولى الذي يلي أمره " هو احمد الحسن .
في الرّواية السادسة : يدّعون " ابنه أول المقربين ... " هذا هو احمد الحسن .
في الرّواية السابعة : يدّعون " إنه يبايع بين الركن والمقام اسمه أحمد ... " هذا احمد الحسن .
في الرّواية الثامنة : يدّعون " فبايعوه فإنه خليفة المهدي " هذا احمد الحسن .
في الرّواية التاسعة : يدّعون " أبوه الذي يليه " يعني الحجّة عجّل الله تعالى الشّريف يلي ابنه المدعو احمد الحسن .
نحن نعلم بأنهم يتلاعبون بالكلام و يريدون تطبيق الرّواية على صاحبهم و يأتون بهكذا روايات لكي يشتبه الأمر على البسطاء منّا، ولكن بحاجة الى شرحكم الكافي و الوافي للرد عليهم و شرح الرّوايات لمن في غرفتهم حيث نرى هذا من واجبنا لذا نرجوا تزويدنا بما هو لازم و ضروري في نقاش اصحاب هذه الحركة العميلة .
والسّلام عليكم و رحمة الله وبركاته
الجواب:
الأخ صادق المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: هذه الرواية بهذه العبارة جاءت في الغيبة للطوسي (ص 456 ح 466 ), وجاءت في كمال الدين للشيخ الصدوق (ص 287) ولكن بهذه العبارة (وهو مقتد به قبل قيامه يأتم به وبأئمة الهدى قبله) وفي رواية آخرى قبلها (كمال الدين ص 286) جاءت العبارة هكذا (وهو ياتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى اولياءه) 
ومعنى (وهو مقتد به قبل قيامه) في رواية الطوسي أي يجعل قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) قدوته يتبعه ويطيعه بما أنه أمام بدلالة مافي رواية الصدوق الأولى (وهو مقتد به قبل قيامه يأتم به) حيث بين معنى الاقتداء بانه يجعله اماماً قال (يأتم به وبأئمة الهدى قبله) وأما معنى قوله في رواية الطوسي (يتولى وليه ويتبرأ من عدوه) أن يتولى من يجعل القائم امامه وهم الشيعة المؤمنين بأمامة المهدي (عجل الله فرجه) ويتبرأ من أعداءه وأعداء أهل البيت (عليهم السلام) فان (ولي) في كلمة (وليه) اسم جنس يشمل كل من يتولى المهدي (عجل الله فرجه),ولا يعني أنه فرد واحد مشخص بقرينة المقابلة مع قوله (ويتبرأ من عدوه) فأن عدوه كثير وكذلك بقرينة ما جاء برواية الصدوق الثانية (ويتولى اولياءه) فمن يستدل بهذه العبارة على أن وليه شخص واحد جاهل مغفل لا يفهم العربية .
ثانياً: أن (اليماني) نسبة معرفة لاهل اليمن, قال الجوهري اليمن بلاد للعرب والنسبة إليها يمني ويمان مخففه والالف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان قال سيبويه: وبعضهم يقول يماني بالتشديد (السان العرب 13: 464 ). 
وهذا الذي يدّعونه لا ينتسب إلى اليمن بل هو عراقي اباً و جداً وقد جاء في بعض الروايات في علامات الظهور: وخروج اليماني من اليمن (كمال الدين: 338) وأيضاً في علامات القائم: اليماني من اليمن (عيون الحكم والمواعظ للواسطي: 244) وهو واضح من جهة المقابلة بين السفياني من الشام والخراساني من خراسان. فليس كل من يدعي أنه اليماني ينطبق عليه الوصف لان الدعوى لا تكفي وحدها بدون دليل على الانطباق فان لليماني علامات مذكورة في الروايات .
ثالثاً: ورواية الرايات السود التي فيها خليفة الله المهدي رواية عامية رواها ابن طاووس في الملاحم والفتن (ص 119) عن نعيم.
وقد نقل المجلسي في البحار اربعين رواية عن كشف الغمة كلها عن الحافظ ابو نعيم, منها: بسنده عن ثوبان أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اذا رأيتم الرايات السود قد اقبلت من خراسان فاتوها ولو حبواً على الثلج فان فيها خليفة الله المهدي. (البحار 51: 82) 
ومنها: باسناده عن ثوبان قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ثم تجيء الرايات السود فيقتلونهم قتلاً لم يقتله قوم ثم يجيء خليفة الله المهدي فاذا سمعتم به فاتوه فبايعوه فانه خليفة الله المهدي. (البحار 51: 83) 
منها: بأسناده عن ثوبان قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تجييء الرايات السود من قبل المشرق كان قلوبهم زبر الحديد فمن سمع بهم فليأتهم فبايعهم ولو حبواً على الثلج (البحار 51: 84) 
ومن الواضح خطأ الراوي في الرواية الاولى وحدوث السقط عنده بالمقارنة مع الروايتين التي بعدها. مع أنها لا تعارض المقطوع به من خروج المهدي (عجل الله فرجه) في مكة وكثرة الروايات في ذلك.
رابعاً: أما قوله (والذي قبله افضل منه ): فان فاطمة (عليها السلام) لماذا سئلت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) من هو الافضل ممن ذكره (صلى الله عليه وآله), بدأ يرتبهم حسب الفضل بعده, وبدأ بعلي (عليه السلام) ثم ذكر حمزة وجعفر انهم افضل منه بعد علي (عليه السلام) ولكنه أستثنى فاطمة والحسن والحسين والتسعة الأوصياء من ولد الحسين من هذا التفضيل لحمزة وجعفر. فكان فضل حمزة وجعفر بعد فضل النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة من ولد الحسين (عليه السلام) منهم المهدي (عجل الله فرجه). 
فكل الذين ذكرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذا التفضيل من اول الرواية ستة عشر شخص هم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والاحد عشر من وحمزة وجعفر ولم يذكر غيرهم ليكون السابع عشر, فيما يتخيله بعض المغفلين من أنه يعنى غيرهم في عبارته (صلى الله عليه وآله) (والذي قبله افضل منه) وهم وسذاجة .
فأن المراد بالعبارة هو ترتيب الأفضلية بين الأئمة (عليهم السلام) أن السابق افضل من اللاحق كما يقوله بعض من علماء الامامية, ومناسبتها واضحة بعد أن سألته فاطمة (عليها السلام) من الافضل فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) بهذه العبارة لبيان الترتيب في الفضل حتى قال بعدها (الاول خير من الآخر لانه امامه والآخر وصي الاول) وهذا واضح لا يغالط به الا متحذلق سفيه.
خامساً: روى هذه الرواية النعماني في الغيبة (ص 176) بسنده إلى عبد الله بن جبلة عن ابراهيم بن المستنير عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) ....الرواية, وفيها (لا يطلع على موضعه احد من ولي ولا غيره الا المولى الذي يلي امره ). ورواها الطوسي في الغيبة عن أبو محمد علي بن احمد العلوي الموسوي في كتابه في نصرة الواقفة: وروى ابراهيم بن المستنير عن المفضل قال سمعت ابا عبد الله ....الرواية, وفيها (ولا يطلع احد على موضعه وامره ولا غيره الا المولى الذي يلي امره) (الغيبة: 43) ورواها في موضع آخر (الغيبة: 162) بسنده عن المفضل بن شاذان عن عبد الله بن جبلة عن عبد الله بن المستنير عن المفضل بن عمر قال سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول .... الرواية, وفيها (لا يطلع على موضعه احد من ولده ولا غيره الا المولى الذي يلي امره ). 
ومن الواضح وقوع التصحيف من النساخ او غلط الراوي في هذه الرواية فهي واحدة وبنفس السند فقد صحف اسم ابن المستنير من ابراهيم إلى عبد الله وصحف المتن من (ولي) إلى (ولده) مع ملاحظة ورود الضمير في (ولا غيره) بعده مفرداً اذ الانسب لوكانت اللفظة (ولده) أن يكون بعدها (ولا غيرهم). 
ويؤيده ما جاء مرسلاً في (عقد الدرر للمقدسي الشافعي) عن ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) وفيه (ولا يطلع على موضعه احد من ولي ولا غيره الا المولى الذي يلي امره) وكذلك في (الاشاعة لإشراط الساعة) للبرزنجي الشافعي (ت 1103) عن ابي عبد الله الحسين (عليه السلام). كما ذكره السيد المرعشي في ملحقات احقاق الحق (ج 27 ص 180)
وعلى كل فلا يثبت بهذه الرواية ولد للمهدي (عجل الله فرجه) للاحتمال التصحيف الذي اشرنا إليه, وحتى لو ثبت فانها تنص على أنه لا يعرف موضعه. 
وأما قوله في الرواية (الا المولى الذي يلي امره) فالظاهر من الروايات أن الذي يعرف مكانه ليس بواحد وأنما مجموعة من خاصة مواليه فقد روى النعماني عن ابن عقدة بسنده عن اسحاق بن عمار الصيرفي قال: سمعت ابا عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول: للقائم غيبتان احداهما طويلة والاخرى قصيرة فالاولى يعلم بمكانه فيها خاصة من شيعته والاخرى لا يعلم بمكانه الا خاصة مواليه في دينه (غيبة النعماني: 175) ومثلها عن الكليني بسنده عن اسحاق بن عمار ايضاً (غيبة النعماني: 175) ورواهما في الكافي ايضاً (ج 1 ص 340) فيكون المقصود من (المولى الذي يلي امره) اقربهم إليه, مع أن مواليه هؤلاء لا يعرفهم الناس ايضاً خاصة اقربهم لانه أن عرف سيأخذه الناس, والاهم من كل ذلك وجود وماهية الدليل على من يدعي ذلك فالادعاء لا يكفي !!!
سادساً: روى هذه الرواية الطوسي في الغيبة وفيها بعد أن ذكر اسماء الائمة (عليهم السلام) : فذلك اثنا عشر اماماً ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً فاذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى أبنه اول المقربين له ثلاثة اسامي اسم كاسمي واسم ابي وهو عبد الله و احمد والاسم الثالث: المهدي وهو اول المؤمنين (غيبة الطوسي: 151) 
أن الرواية صريحة بأن اول المقربين والمهديين يكون بعده (عجل الله فرجه) وليس قبله وانه ابنه, واحمد الحسن معرف الاب والعشيرة فابوه اسمه اسماعيل وليس هو بسيد أي من بني هاشم, وليس في الرواية أنه يظهر ويدعو للمهدي قبله وليس له ثلاثة اسامي. 
والدعوى وحدها لا تكفي والا ادعاها كل من اسمه احمد فكيف اذا كانت الدلائل تكذبها. 
واستدلال أصحاب احمد الحسن بهذه الرواية على أنه اول المؤمنين وهو ابنه يناقض استدلالهم بالرواية التي قبلها التي فيها التصريح بأن ابنه لا يعرف مكانه وأن الذي يعرف مكانه وليه لا أبنه وفرق كبير بين الابن والولي ولكن الجهل والهوى يورد صاحبه الموارد .
وسياتي في الرواية التي بعدها أن هذه الاسماء الثلاثة تعود إلى المهدي (عجل الله فرجه) فيكون الضمير في (له ثلاثة اسامي) يعود على المهدي (عجل الله فرجه) لا إلى ابنه ولعل ذلك حصل من التقديم والتأخير عند الرواة او النساخ.
سابعاً: روى الطوسي في الغيبة عن حذيفة قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذكر المهدي فقال أنه يبايع بين الركن والمقام اسمه احمد وعبد الله والمهدي فهذه اسماؤه ثلاثتها (غيبة الطوسي: 454)
وهي صريحة في أن الذي يبايع بين الركن والمقام وله ثلاثة اسماء هو المهدي (عجل الله فرجه) فحذف اول الرواية الذي فيه تصريح بأسم المهدي من الدجل .
ثم أن الاخبار التي تنص على أن الذي يبايع بين الركن والمقام هو المهدي متواترة. فلا يتوهم احد بأنه غيره وهو احمد الحسن الا الاعمى .
ولا دلالة على أن كل من تسمى احمد فالروايات تنطبق عليه مع أنها تنص على أن من اسامي المهدي احمد. 
ثم أن استدلالهم بهذه الروايات على أن احمد الحسن هو ابن المهدي (عجل الله فرجه) يناقض استدلالهم بروايات اليماني فان اليماني ليس أبناً للمهدي (عجل الله فرجه) قطعاً.
ثامناً: من الواضح أن هذه الرواية هي رواية الرايات السود التي وردت عن ثوبان وفيها كما نقلته كل المصادر (خليفة الله المهدي) كما بينا ذلك في النقطة الثالثة, فعدم وجود لفظة (الله) فيها جاء نتيجة السقط من النساخ. 
ثم وأن سلمنا بأن فيها (خليفة المهدي) وهو بعيد جداً لما ذكرنا من نص الرواية عن ثوبان, فأن معنى خليفة المهدي الذي يحكم بعده ولم تذكر الرواية اسمه بل ذكرت أنه مع الرايات السود من خراسان واحمد الحسن من البصرة فكيف يدعون الانطباق عليه.
تاسعاً: جاء في الرواية (يا سلمان, مهدي امتي الذي يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً من ولد هذا, امام بن امام, عالم بن عالم, وصي بن وصي, فان قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) (امام بن امام) يريد به المهدي (عجل الله فرجه) لأنه مسبوق بالكلام وهذه نعوت تعود عليه اذ تبدأ من الاسم الموصول (الذي يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً) ثم (امام بن امام, عالم بن عالم, وصي بن وصي) والضمير في (ابوه) يعود إلى المهدي (عجل الله فرجه) لغة ً يا عرب أي (ابو مهدي)!!!
والاسم الموصول في (الذي يليه) يعود إلى ابوه والضمير في (يليه) يعود إلى المهدي, فيكون المراد من الذي يليه اب الامام المهدي (عجل الله فرجه) وهو الامام الحسن العسكري (عليه السلام) ومعنى يليه أي يليه مباشرة في سلسلة الأباء .
( ومنه هنا تعرف أن هولاء جهلة عوام) 
ثم أن فهم سلمان لهذا من كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) حجة حيث قال بعده: قلت يا نبي الله المهدي افضل أم ابوه ؟ ففهم سلمان من (أبوه الذي يليه) أنه ابو الامام المهدي (عجل الله فرجه). 
بل في كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) في جواب سلمان شاهد اخر حيث قال (صلى الله عليه وآله): (ابوه افضل منه, للاول مثل اجورهم كلهم لأن الله هداهم به) 
فاتضح ان مراده بالذي يليه أي الاول قبله وهو الامام الحسن العسكري (عليه السلام) بالنسبة للامام المهدي (عجل الله فرجه) .
ودمتم في رعاية الله

المصدر:
http://www.aqaed.org/faq/6586/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق