السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه مشاركة من أستاذنا محمد علي حسن - من شبكة هجر الثقافية - و قد رد فيها على بعض جهالات المدعو اليماني "المعصوم" , و رأينا أن ننقلها هنا للفائدة بعد أن تبرع - حفظه الله و رعاه - للمدونة ببعض مجهوده المبارك في الذب عن عقائد أهل البيت عليهم السلام ..
====
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيد الخلق والمرسلين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى يوم الدين.
هذه مشاركة من أستاذنا محمد علي حسن - من شبكة هجر الثقافية - و قد رد فيها على بعض جهالات المدعو اليماني "المعصوم" , و رأينا أن ننقلها هنا للفائدة بعد أن تبرع - حفظه الله و رعاه - للمدونة ببعض مجهوده المبارك في الذب عن عقائد أهل البيت عليهم السلام ..
====
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيد الخلق والمرسلين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى يوم الدين.
هذه الورقة الأولى ضمن ورقات البحث لبيان جهل وتخلف مدعي العصمة والوصية أحمد إسماعيل وبطلان دعوته، وفي هذا الموضوع نبدأ ببيان جهله لمفهوم المعجزة وما يتبع ذلك .قال أحمد إسماعيل في بيانٍ له حول معجزة له وهي تبيين موضع قبر السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام : ( وأول معجزة أظهرها للمسلمين وللناس أجمعين هو أني أعرف موضع قبر فاطمة (ع) بضعة محمد (ع) وجميع المسلمين مجمعين على أن قبر فاطمة (ع) مغيب لا يعلم موضعه إلا الإمام المهدي (ع) وهو أخبرني بموضع قبر أمي فاطمة (ع) بجانب قبر الأمام الحسن (ع) وملاصق له .. إلخ ). ا.هـ
http://vb.al-mehdyoon.org/showthread.php?t=2222
كما ذكرها أحد أتباعه ( عبد الرازق الديراوي ) في كتابه المضحك والسطحي ( في القطيف ضجة، ج2، ص 238 ) . وهذا كلامٌ لا يصدرُ إلا عن جاهلٍ مسلوب البصيرة، لا يفقه في العلم شيئاً، وسيتضح كلامنا بذكرنا الأدلة على هذه المقولة بالنقاط الآتية :
النقطة الأولى : في بيان تعريف المعجزة.النقطة الثانية : جهل أحمد إسماعيل بالإجماع وحقيقته!
النقطة الثالثة : جهلٌ في اللغة العربية.
http://vb.al-mehdyoon.org/showthread.php?t=2222
كما ذكرها أحد أتباعه ( عبد الرازق الديراوي ) في كتابه المضحك والسطحي ( في القطيف ضجة، ج2، ص 238 ) . وهذا كلامٌ لا يصدرُ إلا عن جاهلٍ مسلوب البصيرة، لا يفقه في العلم شيئاً، وسيتضح كلامنا بذكرنا الأدلة على هذه المقولة بالنقاط الآتية :
النقطة الأولى : في بيان تعريف المعجزة.النقطة الثانية : جهل أحمد إسماعيل بالإجماع وحقيقته!
النقطة الثالثة : جهلٌ في اللغة العربية.
النقطة الأولى : في بيان تعريف المعجزة.
إن المعجزة هي الإتيان بالشيء الخارق للعادة مع عجز الآخرين عن الإتيان بمثله، وهي تُصحب بالإدعاء المقترن بالتحدي. فلا بد أن يأتي مدعي النبوة أو الإمامة بالمعجز الذي لا يقدر الآخرون على صنع نظيره أو القيام به.قال الشيخ المفيد رضوان الله عليه :
(فإن قيل : ما حد المعجز ؟ فالجواب : المعجز هو الأمر الخارق للعادة المطابق للدعوى المقرون بالتحدي المتعذر على الخلق الإتيان بمثله ) ( النكت الاعتقادية، ص 35 ).
وقال الرئيس ابن سينا :
(فواجب إذن أن يوجد نبي وواجب أن يكون إنساناً وواجب أن تكون له خصوصية ليست لسائر الناس حتى يستشعر الناس فيه أمراً لا يوجد لهم فيتميز به منهم فتكون له المعجزات التي أخبرنا بها ) ( الشفاء، ج 2، ص 442 ). وقال آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي قدس سره :
( وهو في الاصطلاح أن يأتي المدعي لمنصب من المناصب الإلهية بما يخرق نواميس الطبيعة ويعجز عنه غيره شاهدا على صدق دعواه . وإنما يكون المعجز شاهداً على صدق ذلك المدعي إذا أمكن أن يكون صادقاً في تلك الدعوى).( البيان في تفسير القرآن، ص 33 ) .وقال آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي قدس سره :
( الفرق بين المعجزة والكرامة : إن المعجزة هي خرق العادة الذي يقترن بدعوى النبوة ، ويأتي بها النبي لإثبات نبوته .. إلخ ). ( الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية، ص 201 ).
وقال الشيخ محمد جواد البلاغي النجفي : ( المعجز هو الذي يأتي به مدّعي النبوّة بعناية اللَّه الخاصة خارقاً للعادة وخارجاً عن حدود القدرة البشرية وقوانين العلم والتعلم ليكون بذلك دليلاً على صدق النبي وحجته في دعواه النبوة ودعوته ) ( آلاء الرحمن في تفسير القرآن، ج1، ص3 ).
وهذا ديدن العلماء في تعريف المعجزة وصفاتها ، وعلى هذا فإن دعوى هذا الرجل تفتقر إلى تلك الشروط .وإنه يمكن لأي إنسان ضال صاحب دعوة ضلال أن يدعي معرفة مكان قبر السيدة الزهراء عليها السلام وأن الله أخبره بذلك ..، مضافاً إلى ذلك فإن من قيود المعجزة استشعار الناس بأن صانع المعجزة متميز عنهم، فكيف تميز عنهم هذا المدعي بإدعاء دعوى لا نعرف مدى صحتها، فالمعجزة هي خرق لنواميس الطبيعة، فهل مجرد ادعاء معرفة قبر الزهراء عليها السلام دون إمكان التثبت من ذلك هو خرق لهذه النواميس ؟!
وإن قيل أن دليل صدقه في هذا الإخبار هو إمامته واتصاله بالإمام المهدي عليه السلام، فهذا يستلزم الدور؛ لأن تصديقه في هذا الإخبار أصبح متوقفاً على ثبوت إمامته، وثبوت إمامته متوقف على صدقه في هذا القول ! وعلى فرض أنه أتى بالمعجز -وهو لم يفعل ذلك- فإن أثر المعجزة لا وزن له في المعادلة إذا ما عارض العقل أو النقل الثابت عن المعصوم عليه السلام، فلو ادعى مدعٍ النبوة وأتى بالمعجز حُكم ببطلان دعواه لمعارضته ما ثبت عن المعصومين عليهم السلام أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء. ونحن قد ثبت لدينا بالقطع أن الأئمة عليهم السلام اثنا عشر إماماً، ولم يثبت لدينا ما يدعيه أحمد إسماعيل البصري فهو معارض لما ثبت عن آل محمد عليهم السلام.وبالنسبة للفقرة التي ذكرناها عن أحمد إسماعيل فقد أوردها الشيخ الفاضل أحمد سلمان حفظه الله وسلمه في كتابه النافع ( الشهب الأحمدية في الرد على مدعي المهدوية، ص 184 – ص 193 ) وناقشها. ثُمَّ ردَّ على فضيلة الشيخ حفظه الله أحد الحمقى ممن يكذب على الله وحججه عليهم السلام بردٍ سخيف أشبه بممارسة الحماقة، وهو الكاتب عبد الرازق الديراوي في كتابه ( في القطيف ضجة، ص 238 )، وقد كان ردُّه إنشائياً مليئاً بالحماقة ينمُّ عن جهله بأبسط معارف الإسلام. فمن شاء فليرجع إليه كاملاً، وهنا سأذكر النقاط المهمة التي تبين جهل هذه الفئة التي تتبع هذا المدعي الجاهل.قال (ص 238 ) : ( ما أظهره السيد أحمد الحسن هو معجزة علمية، وإثباتها يتم بإثبات أن صاحبها متصل بالإمام المهدي عليه السلام لأنه مصدره ).
أقول : سبق أن ذكرنا أن هذا يستلزم الدور، وهذا الجاهل كإمامه، لا يعرف المعجزة ولا طريقة إثباتها، فهو يرى أن هذه المعجزة هي لإثبات أنه متصل بالإمام المهدي (عج)، ولإثبات أنه متصل بالإمام (عج) قام بهذه المعجزة، فأصبح إثبات اتصاله متوقفاً على المعجزة وإثبات معجزته متوقف على إثبات اتصاله.وواصل ذكر أدلته في صحة هذه (المعجزة ) فقال : ( وإما بسؤال الله عزوجل عن صدق إدعاء السيد أحمد الحسن، أو بالدعاء في الموضع الذي ذكره والدعاء عندها عليها السلام مقبول ). وهذه حماقة لا تتجلى إلا في أذهان أتباع هذه الحركة الضالة، فكيف يمكن للمرء أن يسأل الله وقد جعل الله حججه عليهم السلام هم السبيل إلى المعرفة منه، أما جعل الدعاء وإجابته في ذلك الموضع سبيلاً للجزم بصحة هذه الدعوى فهو من أوهن ما يقال، فكيف تجزم أن الدعاء قُبل لوجود سيدة نساء العالمين عليها السلام مع أن الإمام المجتبى عليه السلام موجود .. فماذا إن قيل أن الدعاء أجيب ببركة الإمام المجتبى صلوات الله عليه ؟!
ولقد أفحم الشيخ أحمد سلمان هذا الضال بجوابه عن هذه المعجزة المكذوبة، بأن هذه المعجزة سهلة الإدعاء وهي دعوى وليست معجزة، فكان الجواب رداً إنشائياً لا يحتوي على أي دليل، وأنقله ليرى الأخوة مدى سطحية هذه الحركة ومنظّريها.قال ( ص 239 ) : ( قوله : ( يمكن لأي شخص أن يقول مثله ) يبدو أنه ناظر فيه لنفسه، فهو كما اتضح من كتابه البائس لا يهتم لما يقول ولا يشعر بمسئولية الكلمة التي يكتبها، أما غيره فيعلم جيداً أن للكلمة تبعات، وأن الكثير جداً من المعاندين أمثال هذا الـ أحمد سلمان سيبحثون في كل صغيرة وكبيرة عسى أن يعثروا على ما يظنونه شفاء لنفوسهم المريضة ) .ا.هـ هذا ما تكلم فيه هذا المتخلف علمياً بخصوص معجزة الكشف عن قبر الزهراء عليها السلام .. أما ما يثير العجب فهو ما قاله ( ص 230 ) : ( إن المعجزة لا يمكن أن تُعد قانوناً يُعرف به حجة الله لأنها قابلة للتخلف، قال تعالى : وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ) .
وهذه الآية لا تعني أن المعجزة ليست حجة، بل تعني أنها بيد الله وهو يؤيد بها من يشاء إذا شاء، أما أنها إن صدرت من المعصوم فليست بحجة فهذا كذب وافتراء وتوهين لدين الله بالبهتان والزور. بل إن هذا المتخلف يقول أن المعجزة ليست قطعية وقابلة للتأويل .. يقول (ص 232 ) : ( فالمعجزة كما يشهد القرآن كانت عرضة على طول الخط للتأويل، فهذا فرعون بعد أن رأى من الآيات ما رأى قال موجهاً كلامه للسحرة : قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ).
وهذا والله هو الجهل بعينه، فأين يوجد في الآية تأويل ما قام به موسى عليه السلام، بل فيها الإنكار لما جاء به الكليم (ع)، والقرآن الكريم ناطق بأن المعجزة قطعية وأن منكرها جاحد، وهو مقرٌ أيضاً أن معجزة موسى عليه السلام لا تقبل التأويل بل راسخة لذلك كفر بها فرعون، قال تعالى : (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ( سورة النمل 12-14 ).
وفي هذه الآية أدلة تنقض كلام هذا الجاهل المفتري على الله ففيها : أولاً : وصف الله آيات موسى عليه السلام بالمبصرة أي التي هي بمكانة اليقين في الدلالة على نبوته، فكيف يُقال أن المعاجز عموماً ومعجزة موسى عليه السلام قابلة للتأويل وليست قانوناً لمعرفة الحجة ؟!ثانياً : وصف الله فرعون وقومه بأنهم ( جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ) وهذا دليل على أنهم لم يجدوا مخرجاً من هذه المعجزة التي أحرجتهم وأبطلت أكاذيبهم فكفروا بها مع أنهم في داخلهم كانوا موقنين بأنها قطعية وحجة في المقام.
وهنا إلزام محكم لهذا الضال المضل:
أنت تقول أن المعجزة غير قطعية وليست قانوناً لمعرفة الحجة، فإما أن يكون إمامك يقول بهذا وإما أنك تخالفه فأنت مخطئ ومضلل في هذه المسألة.فإن كان إمامك يقول بهذا فلم أتى بالمعجزة ما دام أنها ليست قطعية وليست قانوناً لمعرفة الحجة ؟! فإن قلت لإلزام خصومه ممن يعتقد بحجية المعجزة .. فلم لم يأتِ بها بالصورة التي تكون حجة عليهم، فهم يرون أن المعجزة خارقة لنواميس الكون مع عجز الآخرين عن الإتيان بمثلها ..فهل قام بذلك أحمد الحسن ؟!كلا، وإنما قدَّم دعوى دون إثباتها خرط القتاد !* المفهوم الصحيح للمعجزة.
إن كثيراً من البشر ادعى الاتصال بالسماء، وقد جعل الله الفاصل بين الصادق والمدعي الكاذب المعجزة، فهي التي تحدد، ولذلك دأب الكثير على طلب المعجزة ممن يدعي النبوة كدليل على صدقه .. إذ أنها هي الحجة في المقام.
قال تعالى في حوار موسى عليه السلام مع فرعون : ( قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ * ).وقال تعالى في قصة صالح عليه السلام مع قومه : ( مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ * فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ ).وإن الله يمد أنبيائه وحججه عليهم السلام بتلك الآيات .. ويجعلها حجة عليهم كما سيأتي بيانه، وكتاب الله ناطق بأن هذه الحجج قطعية وينعتها بأنها من الواضحات البينات التي لا لبس فيها، وقد صرح بذلك في أكثر من موضع :1- (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) ( الإسراء، 101 ).2- ( كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ( آل عمران، 86 ).3- (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ). ( البقرة، 87 ).4- (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) ( الحديد، 25 ).
فكيف تكون بعد ذلك قابلة للتأويل والله يصفها بالبينة ؟!ومن ثم فإن الله عاقب أقوام المرسلين بعد أن أخرج إليهم هذه المعاجز، وهذا دليل أن المعجزة كافية في إقامة الحجة عليهم، وإلا لو كانت محل شبهة وتردد لما عاقب الله أقوام المرسلين، فإن العقاب قبل إقامة الحجج القطعية قبيح عقلاً، وإقامة العقاب بعدها لا ينافي العقل، وهذا النموذج موجود في كل أقوام المرسلين الذي عوقبوا بعد أن أقام أنبياء الله المعاجز كأدلة على صدقهم.قال تعالى في قصة قوم صالح عليه السلام : (مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ *فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ * فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * ).
وليلاحظ القارئ هذا التسلسل المنطقي والدقيق في الأحداث الحاصلة:أولاً : تقدم صالح عليه السلام بدعوى النبوة.
ثانياً : طالب قومه بالمعجزة لأنها الفيصل بين الحق والباطل.ثالثاً : أتى لهم نبي الله عليه السلام بالمعجزة، وهي الناقة التي أخرجها من بطن الجبل ونهاهم عن قتلها وعقرها وإلا يحل عليهم العذاب.رابعاً : خالفوا أمر الله فحلَّ عليهم العذاب الأليم، وهذا يدل على أن المعجزة عند الله كافية لإقامة الحجة وقانون لتعريفهم بأن صالحاً عليه السلام مُرسل من ربه.
فالدعوى أولاً، ثم المعجز ثانياً، فإن آمنوا كان خيراً لهم، وإن جحدوا الدليل اليقيني كان ذلك طريقاً لعذابهم. فهل سارت هذه الدعوة الضالة من أحمد البصري على هذا النسق .. فهو تناقض في إدعاءاته .. ولم يأتِ بالمعجز ولا بدليل علمي صحيح ..فأي إمام هذا ؟
إن المعجزة هي الإتيان بالشيء الخارق للعادة مع عجز الآخرين عن الإتيان بمثله، وهي تُصحب بالإدعاء المقترن بالتحدي. فلا بد أن يأتي مدعي النبوة أو الإمامة بالمعجز الذي لا يقدر الآخرون على صنع نظيره أو القيام به.قال الشيخ المفيد رضوان الله عليه :
(فإن قيل : ما حد المعجز ؟ فالجواب : المعجز هو الأمر الخارق للعادة المطابق للدعوى المقرون بالتحدي المتعذر على الخلق الإتيان بمثله ) ( النكت الاعتقادية، ص 35 ).
وقال الرئيس ابن سينا :
(فواجب إذن أن يوجد نبي وواجب أن يكون إنساناً وواجب أن تكون له خصوصية ليست لسائر الناس حتى يستشعر الناس فيه أمراً لا يوجد لهم فيتميز به منهم فتكون له المعجزات التي أخبرنا بها ) ( الشفاء، ج 2، ص 442 ). وقال آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي قدس سره :
( وهو في الاصطلاح أن يأتي المدعي لمنصب من المناصب الإلهية بما يخرق نواميس الطبيعة ويعجز عنه غيره شاهدا على صدق دعواه . وإنما يكون المعجز شاهداً على صدق ذلك المدعي إذا أمكن أن يكون صادقاً في تلك الدعوى).( البيان في تفسير القرآن، ص 33 ) .وقال آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي قدس سره :
( الفرق بين المعجزة والكرامة : إن المعجزة هي خرق العادة الذي يقترن بدعوى النبوة ، ويأتي بها النبي لإثبات نبوته .. إلخ ). ( الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية، ص 201 ).
وقال الشيخ محمد جواد البلاغي النجفي : ( المعجز هو الذي يأتي به مدّعي النبوّة بعناية اللَّه الخاصة خارقاً للعادة وخارجاً عن حدود القدرة البشرية وقوانين العلم والتعلم ليكون بذلك دليلاً على صدق النبي وحجته في دعواه النبوة ودعوته ) ( آلاء الرحمن في تفسير القرآن، ج1، ص3 ).
وهذا ديدن العلماء في تعريف المعجزة وصفاتها ، وعلى هذا فإن دعوى هذا الرجل تفتقر إلى تلك الشروط .وإنه يمكن لأي إنسان ضال صاحب دعوة ضلال أن يدعي معرفة مكان قبر السيدة الزهراء عليها السلام وأن الله أخبره بذلك ..، مضافاً إلى ذلك فإن من قيود المعجزة استشعار الناس بأن صانع المعجزة متميز عنهم، فكيف تميز عنهم هذا المدعي بإدعاء دعوى لا نعرف مدى صحتها، فالمعجزة هي خرق لنواميس الطبيعة، فهل مجرد ادعاء معرفة قبر الزهراء عليها السلام دون إمكان التثبت من ذلك هو خرق لهذه النواميس ؟!
وإن قيل أن دليل صدقه في هذا الإخبار هو إمامته واتصاله بالإمام المهدي عليه السلام، فهذا يستلزم الدور؛ لأن تصديقه في هذا الإخبار أصبح متوقفاً على ثبوت إمامته، وثبوت إمامته متوقف على صدقه في هذا القول ! وعلى فرض أنه أتى بالمعجز -وهو لم يفعل ذلك- فإن أثر المعجزة لا وزن له في المعادلة إذا ما عارض العقل أو النقل الثابت عن المعصوم عليه السلام، فلو ادعى مدعٍ النبوة وأتى بالمعجز حُكم ببطلان دعواه لمعارضته ما ثبت عن المعصومين عليهم السلام أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء. ونحن قد ثبت لدينا بالقطع أن الأئمة عليهم السلام اثنا عشر إماماً، ولم يثبت لدينا ما يدعيه أحمد إسماعيل البصري فهو معارض لما ثبت عن آل محمد عليهم السلام.وبالنسبة للفقرة التي ذكرناها عن أحمد إسماعيل فقد أوردها الشيخ الفاضل أحمد سلمان حفظه الله وسلمه في كتابه النافع ( الشهب الأحمدية في الرد على مدعي المهدوية، ص 184 – ص 193 ) وناقشها. ثُمَّ ردَّ على فضيلة الشيخ حفظه الله أحد الحمقى ممن يكذب على الله وحججه عليهم السلام بردٍ سخيف أشبه بممارسة الحماقة، وهو الكاتب عبد الرازق الديراوي في كتابه ( في القطيف ضجة، ص 238 )، وقد كان ردُّه إنشائياً مليئاً بالحماقة ينمُّ عن جهله بأبسط معارف الإسلام. فمن شاء فليرجع إليه كاملاً، وهنا سأذكر النقاط المهمة التي تبين جهل هذه الفئة التي تتبع هذا المدعي الجاهل.قال (ص 238 ) : ( ما أظهره السيد أحمد الحسن هو معجزة علمية، وإثباتها يتم بإثبات أن صاحبها متصل بالإمام المهدي عليه السلام لأنه مصدره ).
أقول : سبق أن ذكرنا أن هذا يستلزم الدور، وهذا الجاهل كإمامه، لا يعرف المعجزة ولا طريقة إثباتها، فهو يرى أن هذه المعجزة هي لإثبات أنه متصل بالإمام المهدي (عج)، ولإثبات أنه متصل بالإمام (عج) قام بهذه المعجزة، فأصبح إثبات اتصاله متوقفاً على المعجزة وإثبات معجزته متوقف على إثبات اتصاله.وواصل ذكر أدلته في صحة هذه (المعجزة ) فقال : ( وإما بسؤال الله عزوجل عن صدق إدعاء السيد أحمد الحسن، أو بالدعاء في الموضع الذي ذكره والدعاء عندها عليها السلام مقبول ). وهذه حماقة لا تتجلى إلا في أذهان أتباع هذه الحركة الضالة، فكيف يمكن للمرء أن يسأل الله وقد جعل الله حججه عليهم السلام هم السبيل إلى المعرفة منه، أما جعل الدعاء وإجابته في ذلك الموضع سبيلاً للجزم بصحة هذه الدعوى فهو من أوهن ما يقال، فكيف تجزم أن الدعاء قُبل لوجود سيدة نساء العالمين عليها السلام مع أن الإمام المجتبى عليه السلام موجود .. فماذا إن قيل أن الدعاء أجيب ببركة الإمام المجتبى صلوات الله عليه ؟!
ولقد أفحم الشيخ أحمد سلمان هذا الضال بجوابه عن هذه المعجزة المكذوبة، بأن هذه المعجزة سهلة الإدعاء وهي دعوى وليست معجزة، فكان الجواب رداً إنشائياً لا يحتوي على أي دليل، وأنقله ليرى الأخوة مدى سطحية هذه الحركة ومنظّريها.قال ( ص 239 ) : ( قوله : ( يمكن لأي شخص أن يقول مثله ) يبدو أنه ناظر فيه لنفسه، فهو كما اتضح من كتابه البائس لا يهتم لما يقول ولا يشعر بمسئولية الكلمة التي يكتبها، أما غيره فيعلم جيداً أن للكلمة تبعات، وأن الكثير جداً من المعاندين أمثال هذا الـ أحمد سلمان سيبحثون في كل صغيرة وكبيرة عسى أن يعثروا على ما يظنونه شفاء لنفوسهم المريضة ) .ا.هـ هذا ما تكلم فيه هذا المتخلف علمياً بخصوص معجزة الكشف عن قبر الزهراء عليها السلام .. أما ما يثير العجب فهو ما قاله ( ص 230 ) : ( إن المعجزة لا يمكن أن تُعد قانوناً يُعرف به حجة الله لأنها قابلة للتخلف، قال تعالى : وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ) .
وهذه الآية لا تعني أن المعجزة ليست حجة، بل تعني أنها بيد الله وهو يؤيد بها من يشاء إذا شاء، أما أنها إن صدرت من المعصوم فليست بحجة فهذا كذب وافتراء وتوهين لدين الله بالبهتان والزور. بل إن هذا المتخلف يقول أن المعجزة ليست قطعية وقابلة للتأويل .. يقول (ص 232 ) : ( فالمعجزة كما يشهد القرآن كانت عرضة على طول الخط للتأويل، فهذا فرعون بعد أن رأى من الآيات ما رأى قال موجهاً كلامه للسحرة : قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ).
وهذا والله هو الجهل بعينه، فأين يوجد في الآية تأويل ما قام به موسى عليه السلام، بل فيها الإنكار لما جاء به الكليم (ع)، والقرآن الكريم ناطق بأن المعجزة قطعية وأن منكرها جاحد، وهو مقرٌ أيضاً أن معجزة موسى عليه السلام لا تقبل التأويل بل راسخة لذلك كفر بها فرعون، قال تعالى : (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ( سورة النمل 12-14 ).
وفي هذه الآية أدلة تنقض كلام هذا الجاهل المفتري على الله ففيها : أولاً : وصف الله آيات موسى عليه السلام بالمبصرة أي التي هي بمكانة اليقين في الدلالة على نبوته، فكيف يُقال أن المعاجز عموماً ومعجزة موسى عليه السلام قابلة للتأويل وليست قانوناً لمعرفة الحجة ؟!ثانياً : وصف الله فرعون وقومه بأنهم ( جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ) وهذا دليل على أنهم لم يجدوا مخرجاً من هذه المعجزة التي أحرجتهم وأبطلت أكاذيبهم فكفروا بها مع أنهم في داخلهم كانوا موقنين بأنها قطعية وحجة في المقام.
وهنا إلزام محكم لهذا الضال المضل:
أنت تقول أن المعجزة غير قطعية وليست قانوناً لمعرفة الحجة، فإما أن يكون إمامك يقول بهذا وإما أنك تخالفه فأنت مخطئ ومضلل في هذه المسألة.فإن كان إمامك يقول بهذا فلم أتى بالمعجزة ما دام أنها ليست قطعية وليست قانوناً لمعرفة الحجة ؟! فإن قلت لإلزام خصومه ممن يعتقد بحجية المعجزة .. فلم لم يأتِ بها بالصورة التي تكون حجة عليهم، فهم يرون أن المعجزة خارقة لنواميس الكون مع عجز الآخرين عن الإتيان بمثلها ..فهل قام بذلك أحمد الحسن ؟!كلا، وإنما قدَّم دعوى دون إثباتها خرط القتاد !* المفهوم الصحيح للمعجزة.
إن كثيراً من البشر ادعى الاتصال بالسماء، وقد جعل الله الفاصل بين الصادق والمدعي الكاذب المعجزة، فهي التي تحدد، ولذلك دأب الكثير على طلب المعجزة ممن يدعي النبوة كدليل على صدقه .. إذ أنها هي الحجة في المقام.
قال تعالى في حوار موسى عليه السلام مع فرعون : ( قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ * ).وقال تعالى في قصة صالح عليه السلام مع قومه : ( مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ * فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ ).وإن الله يمد أنبيائه وحججه عليهم السلام بتلك الآيات .. ويجعلها حجة عليهم كما سيأتي بيانه، وكتاب الله ناطق بأن هذه الحجج قطعية وينعتها بأنها من الواضحات البينات التي لا لبس فيها، وقد صرح بذلك في أكثر من موضع :1- (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) ( الإسراء، 101 ).2- ( كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ( آل عمران، 86 ).3- (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ). ( البقرة، 87 ).4- (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) ( الحديد، 25 ).
فكيف تكون بعد ذلك قابلة للتأويل والله يصفها بالبينة ؟!ومن ثم فإن الله عاقب أقوام المرسلين بعد أن أخرج إليهم هذه المعاجز، وهذا دليل أن المعجزة كافية في إقامة الحجة عليهم، وإلا لو كانت محل شبهة وتردد لما عاقب الله أقوام المرسلين، فإن العقاب قبل إقامة الحجج القطعية قبيح عقلاً، وإقامة العقاب بعدها لا ينافي العقل، وهذا النموذج موجود في كل أقوام المرسلين الذي عوقبوا بعد أن أقام أنبياء الله المعاجز كأدلة على صدقهم.قال تعالى في قصة قوم صالح عليه السلام : (مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ *فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ * فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * ).
وليلاحظ القارئ هذا التسلسل المنطقي والدقيق في الأحداث الحاصلة:أولاً : تقدم صالح عليه السلام بدعوى النبوة.
ثانياً : طالب قومه بالمعجزة لأنها الفيصل بين الحق والباطل.ثالثاً : أتى لهم نبي الله عليه السلام بالمعجزة، وهي الناقة التي أخرجها من بطن الجبل ونهاهم عن قتلها وعقرها وإلا يحل عليهم العذاب.رابعاً : خالفوا أمر الله فحلَّ عليهم العذاب الأليم، وهذا يدل على أن المعجزة عند الله كافية لإقامة الحجة وقانون لتعريفهم بأن صالحاً عليه السلام مُرسل من ربه.
فالدعوى أولاً، ثم المعجز ثانياً، فإن آمنوا كان خيراً لهم، وإن جحدوا الدليل اليقيني كان ذلك طريقاً لعذابهم. فهل سارت هذه الدعوة الضالة من أحمد البصري على هذا النسق .. فهو تناقض في إدعاءاته .. ولم يأتِ بالمعجز ولا بدليل علمي صحيح ..فأي إمام هذا ؟
النقطة الثانية : جهل أحمد إسماعيل بالإجماع وحقيقته!
قال في بيانه المذكور : (وجميع المسلمين مجمعين على أن قبر فاطمة (ع) مغيب لا يعلم موضعه إلا الإمام المهدي (ع) ) .
وهذه الدعوى ساذجة وكاذبة أصلاً، فمن قال أن جميع المسلمين مجمعون على وجود الإمام المهدي عليه السلام فضلاً عن أن يجمعوا على أنه يعرف موضع قبرها الشريف عليها السلام ؟! إن المسلمين ليسوا متفقين على أن الإمام المهدي عجل الله فرجه حيٌ يُرزق فكيف أجمعوا على أنه يعرف قبر أمه عليها السلام ؟!فهل صدق إمام الدجل لما قال أن جميعَ المسلمين مجمعون على أن قبر فاطمة عليها السلام لا يعلمه إلا إمام الزمان عجل الله فرجه الشريف.وهنا نسجل كذبة تاريخية وزلَّة فاضحة لمدعي العصمة بأنه ادعى أن المسلمين جميعاً مجمعون على معرفة المهدي عليه السلام لمكان قبر أمه (ع)، في حين أنه لا يقول بهذا القول إلا من يؤمن به وهم الشيعة الإمامية الإثني عشرية.
النقطة الثالثة : جهلٌ في اللغة العربية.
لقد أخطأ هذا المدعي في اللغة العربية أخطاءً تدل على أنه بعيدٌ عن جو الثقافة فضلاً عن جو العلم والمعرفة الحقيقية .1- قال : ( وأول معجزة أظهرها للمسلمين وللناس أجمعين هو أني أعرف ).
والصواب أن يقول : ( ... هي أني أعرف .. ) لأن المعجزة مؤنث.2- قال : (وجميع المسلمين مجمعين على أن قبر فاطمة (ع) مغيب ). والصواب أن يقول : ( .. مجمعون .. ) لأنها خبر المبتدأ، مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنها من الجمع المذكر السالم. أكتفي بهذين الخطأين وهما في فقرةٍ واحدة تعرضتُ لها بالقراءة والتحليل من عدة جوانب، وظهر لي فيها أن الرجل لا يعرف معنى الإعجاز ولا الإجماع ولا أبسط قواعد اللغة العربية، ومع ذلك يدَّعون أنه هو المؤيد بجبرائيل المسدد بميكائيل المنصور بإسرافيل، ولعمري هذه قمة الاستهزاء بملائكة الله المقربين صلوات الله عليهم أجمعين، فإن من يُسدد بهؤلاء الكرام لا يسقط في هذه الزلات البسيطة .. ومع هذا كله لا أدري كيف صار إماماً وفي الأرض من هو أعلم منه وأتقن لعلوم الدين واللغة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.والحمد لله رب العالمين أولاً وأخيراً على نعمة العقل وولاية إمام الهدى من آل محمد عليهم السلام الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين.
محمد علي حسنالسبت – 23/3/2013 م .
المصدر: http://hajrrona.dyndns.org/hajrvb/showthread.php?t=403024740
قال في بيانه المذكور : (وجميع المسلمين مجمعين على أن قبر فاطمة (ع) مغيب لا يعلم موضعه إلا الإمام المهدي (ع) ) .
وهذه الدعوى ساذجة وكاذبة أصلاً، فمن قال أن جميع المسلمين مجمعون على وجود الإمام المهدي عليه السلام فضلاً عن أن يجمعوا على أنه يعرف موضع قبرها الشريف عليها السلام ؟! إن المسلمين ليسوا متفقين على أن الإمام المهدي عجل الله فرجه حيٌ يُرزق فكيف أجمعوا على أنه يعرف قبر أمه عليها السلام ؟!فهل صدق إمام الدجل لما قال أن جميعَ المسلمين مجمعون على أن قبر فاطمة عليها السلام لا يعلمه إلا إمام الزمان عجل الله فرجه الشريف.وهنا نسجل كذبة تاريخية وزلَّة فاضحة لمدعي العصمة بأنه ادعى أن المسلمين جميعاً مجمعون على معرفة المهدي عليه السلام لمكان قبر أمه (ع)، في حين أنه لا يقول بهذا القول إلا من يؤمن به وهم الشيعة الإمامية الإثني عشرية.
النقطة الثالثة : جهلٌ في اللغة العربية.
لقد أخطأ هذا المدعي في اللغة العربية أخطاءً تدل على أنه بعيدٌ عن جو الثقافة فضلاً عن جو العلم والمعرفة الحقيقية .1- قال : ( وأول معجزة أظهرها للمسلمين وللناس أجمعين هو أني أعرف ).
والصواب أن يقول : ( ... هي أني أعرف .. ) لأن المعجزة مؤنث.2- قال : (وجميع المسلمين مجمعين على أن قبر فاطمة (ع) مغيب ). والصواب أن يقول : ( .. مجمعون .. ) لأنها خبر المبتدأ، مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنها من الجمع المذكر السالم. أكتفي بهذين الخطأين وهما في فقرةٍ واحدة تعرضتُ لها بالقراءة والتحليل من عدة جوانب، وظهر لي فيها أن الرجل لا يعرف معنى الإعجاز ولا الإجماع ولا أبسط قواعد اللغة العربية، ومع ذلك يدَّعون أنه هو المؤيد بجبرائيل المسدد بميكائيل المنصور بإسرافيل، ولعمري هذه قمة الاستهزاء بملائكة الله المقربين صلوات الله عليهم أجمعين، فإن من يُسدد بهؤلاء الكرام لا يسقط في هذه الزلات البسيطة .. ومع هذا كله لا أدري كيف صار إماماً وفي الأرض من هو أعلم منه وأتقن لعلوم الدين واللغة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.والحمد لله رب العالمين أولاً وأخيراً على نعمة العقل وولاية إمام الهدى من آل محمد عليهم السلام الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين.
محمد علي حسنالسبت – 23/3/2013 م .
المصدر: http://hajrrona.dyndns.org/hajrvb/showthread.php?t=403024740
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق